وناقش جون كيري مع أليكسيس تسيبراس أزمة المهاجرين الذين يتدفقون من دول الشرق الأوسط، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت بتطبيقها اليونان.
حيث قال كيري إن الولايات المتحدة تريد مساعدة اليونان على تخطي الأزمة الاقتصادية بعد أن أجبر على قبول حزمة إنقاذ دولية ثالثة بشروط تقشفية لتفادي الخروج من منطقة اليورو، مضيفا في مستهل محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني أنه يقدر الطريقة التي تعاملت بها اليونان مع جهود الإصلاح الاقتصادي وتحديات الديون.
وبين وزير الخارجية الأمريكي أن الأمر ليس سهلا وأن الولايات المتحدة تريد أن تقدم المساعدة قدر المستطاع لتجتاز اليونان ذلك الوضع.
ومن جهته قال رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس موجها كلامه إلى الوزير كيري، "أريد أن أريك أن اليونان مازالت ساحة استقرار في المنطقة".
هذا وشدد الوزير الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا،على أن الالتزام الإقليمي والدولي الواسع بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" سوف يفضي في النهاية إلى هزيمته.
وبخصوص الأزمة السورية، أفاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن جميع الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية متفقة على الحل السياسي، مشيرا إلى أن حل أزمة اللاجئين يكمن في وضع حد للحرب في هذا البلد.
وصرح كيري بأنه ليس من الواضح ما إذا كان يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل أولا لتأمين قيام تعاون بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة لمحاربة تنظيم "داعش".
إلى ذلك، أعرب كيري عن استعداد الولايات المتحدة لمساعدة اليونان على الخروج من أزمتها الاقتصادية، مؤكدا دعم الإصلاحات التي تبنتها الحكومة اليونانية لمعاجلة الأزمة وتعزيز الاستثمار في البلاد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن العلاقة بين الولايات المتحدة واليونان متينة وتستند إلى قاعدة واسعة من القيم والمبادئ المشتركة.
وفي سياق متصل بجولته الأوروبية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول في نيقوسيا، أن اتفاقا لإنهاء تقسيم جزيرة قبرص المستمر منذ أكثر من 40 عاما أصبح "في متناول اليد".
وأضاف جون كيري أن المعطيات بدأت تتغير في الأشهر الأخيرة وبات من الواضح تسجيل تقدم ملموس في الموضوع، مشيرا إلى أن بلاده تركز في أعلى مستوى على المسألة القبرصية.
هذا والتقى كيري أثناء زيارته لجزيرة قبرص رئيس الجمهورية نيكوس اناستاسيادس، ثم مصطفى اكينجي رئيس جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
جدير بالذكر أن جزيرة قبرص مقسمة منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي عام 1974، ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان، علما بأن جمهورية قبرص من الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي.
عودة الاحتجاجات والاضرابات إلى شوارع اليونان
وفي سياق غير متصل، شهدت اليونان اضطرابات في خدمات النقل المشترك والخدمات العامة من جراء ثاني إضراب تواجهه الحكومة اليونانية اليسارية خلال شهر، استقطب الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول أعدادا أقل من الإضراب السابق للاحتجاج على تعديل نظام التقاعد الذي تعهدت بإجرائه أمام الجهات الدائنة للبلاد.
وأفادت الشرطة اليونانية أن حوالي 8000 شخص شاركوا في وسط أثنيا في تظاهرة الجبهة النقابية الاشتراكية "بامي"، و6500 في التظاهرة الأخرى التي تتزعمها أكبر نقابتين، الاتحاد العام للعمال اليونانيين للقطاع الخاص، وإديدي للقطاع العام.
يذكر أن 20 ألف متظاهر شاركوا في الـ12 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في الإضراب العام الأول.
وأثر الاضراب خصوصا على القطاع العام والإدارات والمستشفيات والمدارس.
هذا ودعت النقابات إلى هذا الاضراب للاحتجاج على عملية إعادة نظر شاملة في نظام التقاعد ستقوم بهه حكومة اليكسيس تسيبراس حتى بداية 2016 وذلك تنفيذا لالتزاماتها أمام الجهات الدائنة للبلاد في شهر يوليو/تموز، مقابل خطة انقاذ مالية جديدة للبلاد المثقلة بالديون.
وكان تسيبراس قد وعد بأن يجري إصلاحا لنظام التقاعد من دون اقتطاعات جديدة للإعانات، إلا أن حكومته تواجه صعوبة في تقديم الخطوط العريضة للنظام الجديد.
المصدر: وكالات