وكرست لجنة العلاقات الدولية لدى مجلس الشيوخ مداولات خاصة تحت عنوان "اجتياح بوتين لأوكرانيا والدعاية التي تهدد أوروبا"، وذلك "للوقوف على سبل التصدي للخطر الإعلامي الروسي".
مساعد رئيس المجلس الأطلسي الأمريكي ماكسيميليان تشوبيرسكي في كلمة ألقاها خلال الجلسة قال: "لدينا موقع "تويتر"، ولكننا نستخدمه في إرسال البيانات الصحفية المطولة، والتي لا تلقى أي اهتمام بصراحة. وعلاوة على ذلك فإننا نبث تسجيلات فيديو عبر "يوتيوب" يغفو منها المشاهد، في وقت تصرح فيه RT بأكثر من ملياري مشاهدة لموادها في العالم. RT أصبحت أكبر شبكة إخبارية روسية تنشط في الانترنيت، ويتعين علينا تبديل طريقة التواصل في هذا الفضاء، وإلا فإننا سنخسر المعركة".
من جهته، وصف ليون آرون عضو دائرة شؤون البث الأمريكية RT خلال المداولات "بأنها ليست وحشا جبارا يقدر على تضليل الجميع"، وأكد رغم ذلك أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى حيز من الوقت وقدر من الإبداع والطموح والابتكارات الخطرة والتمويل الإعلامي للصمود في هذه الساحة.
خيزير كونلي نائبة رئيس مركز البحوث الاستراتيجية والدولية في لجنة مجلس الشيوخ المذكورة، قيمت بدورها أداء الولايات المتحدة على الحلبة الإعلامية بـ3 إلى 4 من أصل 10 درجات، في حين أنصفت أداء القناة الروسية بـ7 إلى 8 من أصل 10.
وقالت بهذا الصدد: "سيتعين علينا قطع شوط طويل قبل أن نبلغ المستوى الذي حققته روسيا المعاصرة من حضور وتأثير".
وفي إطار الحملة الموجهة التي تشنها أوساط رسمية وإعلامية غربية ضد RT، دعا ديفيد كرايمر رئيس دائرة حقوق الإنسان والديموقراطية في معهد "القيادة الدولية" الأمريكي في حديث نشرته "واشنطن بوست" مؤخرا، إلى تجميد أصول القناة الروسية في الولايات المتحدة.
وأثارت دعوة كرايمر، وهو نائب وزير خارجية أمريكي سابق استنكار رئيسة تحرير RT مارغاريتا سيمونيان، التي نددت بهذا الطرح، وطالبت "واشنطن بوست" بإتاحة فرصة الرد وإبراز الرأي الآخر.
وقالت: "كل هذه الهستيريا في واشنطن، ليست إلا حملة ضخمة تدار ضد RT منذ أمد. لقد شبهونا في مجلس البث الخارجي الأمريكي بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وطالبوا باعتبارنا "عميلا أجنبيا"، إلا أن تصريح نائب وزير خارجية أمريكي سابق عبر "واشنطن بوست"، كان صادما".
من جهتها، وفي نفس السياق، اعتبرت هيئة "أوفكوم" البريطانية للرقابة على البث الإذاعي والتلفزيوني في بريطانيا مؤخرا أن القناة الروسية انتهكت معايير "التزام الحياد"، وذلك في فيلم "أوكرانيا واللاجئون" الذي استند إلى شهادات أدلى بها نازحون فروا من القتال الدائر في مناطقهم جنوب شرق أوكرانيا.
رئيسة تحرير RT ردت كذلك على هذا الطرح، وقالت: "يتهموننا بأن التصريحات الصادرة عن ساسة أوكرانيين وعبارات تفوهوا بها شخصيا وقمنا ببثها، تعتم على هؤلاء الساسة، وبأننا انتقينا التصريحات بشكل خاطئ. هذا تعامل غريب جدا مع القيم الصحفية، حيث يحاولون إرشادنا إلى الخطابات التي ينبغي علينا نقلها، وتلك التي لا يتعين بثها".
يشار إلى أن "أوفكوم" هيئة رسمية تعنى بالرقابة على البث الإذاعي والتلفزيوني وجودته داخل بريطانيا، ومن مسؤولياتها حماية الجمهور من "المعلومات المغلوطة والضارة"، والوقاية من ترويج المعلومات المهينة، إضافة إلى الرقابة على التقيد بمبادئ اللباقة والموضوعية في العمل الصحفي.
المصدر: وكالات