مباشر

سوتشي.. منتدى "فالداي" 2015 يناقش الصراعات المسلحة

تابعوا RT على
قال أندريه بستريتسكي رئيس مجلس منتدى النقاش الدولي "فالداي" في مقابلة مع RT إن أهمية المنتدى تكمن في إظهار قدرة روسيا على المساهمة الفعالة في النقاشات الدولية حول المسائل الملحة.

وافتتح المنتدى الدولي السنوي "فالداي" الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة سوتشي والذي سيركز في دورته هذه على مسألة تهديدات الصراعات المسلحة الواسعة النطاق، ومن المتوقع أن يكون الموضوع الرئيسي للمنتدى حول الأزمة السورية وغيرها من قضايا الساعة التي يشارك في مناقشتها أكثر من 100 خبير غالبيتهم ممثلون عن وفود أجنبية.

وبهذا الخصوص أجرى موفدنا إلى هناك سلام مسافر مقابلة مع رئيس المنتدى أندريه بستريتسكي تناول فيها أهم المسائل على الساحة الدولية. 

سؤال: خلال الأعوام المنصرمة ما هي الفوائد التي أتى بها منتدى فالداي لروسيا، فأنتم تدعون عددا كبيرا من الخبراء الذين تتباين آراؤهم حول الأوضاع في العالم.

جواب: أعتقد أن الفائدة الأهم بالنسبة لروسيا تكمن في أن منتدى فالداي يعتبر مجتمعا فكريا دوليا، ومجتمعا حواريا دوليا، ولكن مع "لكنة" روسية وبمشاركة روسية مرموقة. وهدفنا يكمن في مناقشة المسائل الدولية الأكثر أهمية، والإسهام الأكبر والرئيسي هنا بالنسبة لنا يتلخص في أننا أولا نعرض للعالم روسيا مؤهلة ومفكرة وذكية، والتي من خلال ممثليها ومفكريها، قادرة على مناقشة أي مشكلة دولية بشكل مهني ولديها ما تقوله بهذا الشأن وحتى إنه بإمكانها أن تسهم بصورة كبيرة وفعالة في النقاشات الدولية حول المسائل المعاصرة الهامة.

سؤال: وبالنسبة للمشاركة المتكررة للرئيس الروسي في هذا المنتدى، ماذا يمكن أن تعطي، فالكثيرون يعتبرون أن المنتدى هو هيئة دعائية تابعة للكرملين، هذا ما تنشره الصحف الغربية، هل الأمر كذلك؟

جواب: أعتقد أنه ليس كذلك. فكل شيء واضح من تسمية هذا المنتدى فهو يسمى " المنتدى الحواري الدولي" وهو مخصص للنقاشات. وأعتقد أن بالنسبة للمفكرين المرموقين من شتى أنحاء العالم وبالنسبة للمفكرين الروس وأعتقد أيضا بالنسبة للرئيس الروسي فإنه من الممتع أن يلتقوا ويتحادثوا ويعبروا بالطبع عن وجهات نظرهم. لذا أعتقد أن المسألة لا تكمن في الترويج والدعاية لفرض أمر ما، وإنما على العكس تماما لإجراء نقاشات مباشرة ومفتوحة، تلك النقاشات التي يمكن من خلالها التعبير الصريح عن أي وجهة نظر وهنا يكمن المعنى ككل. أنه ليس لدينا أي قيود سياسية على وجهات النظر، بل على العكس، نحن نرحب بكل الآراء التي تستحق النقاش، والمعيار الوحيد لدينا هو مستوى التأهيل المهني لدى المشاركين في النقاش ولا شيء آخر.

سؤال: الكثير من المتابعين يشيرون إلى أن روسيا لا تدعو إلى هذه النقاشات إلا أصدقاء روسيا أو هؤلاء الذين ينظرون بإيجابية إلى سياسة الرئيس بوتين، هل هذا صحيح؟ وهل دعوتم أو تدعون أو ستدعون هؤلاء الذين ينتقدون بحدة سياسة الرئيس بوتين؟

جواب: بالطبع يوجد هنا مشاركون لا يتفقون مع السياسة الخارجية لروسيا، وهنا أشخاص لديهم وجهات نظرهم بهذا الخصوص، وهم يحضرون النقاشات ويعبرون عن آرائهم، فأمس مثلا اشترك إيفان كراتسيف وهو مفكر معروف، ومن خلال حديثه لا يمكن التقاط أثر واحد لإعجابه بروسيا وهو شخص مستقل تماما ولديه وجهة نظره وهي غالبا ما تكون حرفية ويناقش كل ما يجري في العالم، وهو ينتقد ما تقوم به روسيا بحدة.

سؤال: بالنسبة للأشخاص الذين تدعونهم بشكل منتظم إلى المنتدى مثل رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان والأشخاص الذين أصبحوا مشاركين دائمين في المنتدى، ما هو الإسهام الذي يقدمونه، وهل بإمكانهم التأثير على الرأي العام لنفرض في فرنسا وألمانيا، الأشخاص القريبون من مواقف روسيا هل أسهموا بشيء ما خلال هذه الأعوام؟

جواب: أعتقد نعم. أنتم ذكرتم مثلا رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان أو فولفجانج شوسل المستشار النمساوي السابق، فهؤلاء لا يمكننا القول بأن تأييدهم أعمى للسياسة الروسية، الأمر ليس كذلك فهم أشخاص مستقلون وبالطبع يؤثرون على الرأي العام. ولكن الرأي العام هو شيء معقد ويتشكل من خلال عدة مصادر وبتأثيرات مختلفة. وهنا لا يمكن أن ننفي التأثير الكبير لهؤلاء الأشخاص الكبار مثل رئيس الوزراء أو الرئيس السابق، فهؤلاء الأشخاص يحافظون دائما على وزنهم وتأثيرهم ومكانتهم في الحياة الدولية.

سؤال: هل يدخل مفهوم "الدبلوماسية الشعبية" في إطار عمل منتداكم؟

جواب: يمكن قول ذلك. ولكن حسب وجهة نظري أن الأمر هنا يكمن في مفهوم المصطلح. فماذا يعني مفهوم "الدبلوماسية الشعبية"؟ غالبا ما يفهم من ذلك أنها دبلوماسية يمارسها أشخاص مشغولون بشؤونهم المهنية الخاصة، أي مثلا هم يدرسون علم الأحياء أو يشتغلون بصناعة السيارات، وبالطبع لديهم علاقاتهم الأفقية. وهذه العلاقات تشكل ما يشبه الشبكة التي يتمكن الناس من خلالها من تبادل وجهات نظرهم والتأثير على الرأي العام في بلدانهم، وهذا هو المقصود بـ "الدبلوماسية الشعبية". ومن هنا يمكن أن تتواجد عناصر "الدبلوماسية الشعبية" في نشاطات منتدى فالداي، ولكن ما يغلب على هذه النشاطات هي النقاشات الفكرية.

سؤال: ما المرتبة التي احتلتها العمليات العسكرية الروسية في سوريا في نقاشات المنتدى؟ هل تم الحديث عن تأييدها أو معارضتها؟ وما هي ردود أفعال ضيوفكم الأجانب بالنسبة لذلك؟

جواب: خلال الجلستين اللتين عقدتا أمس، لم يدر الحديث بشكل كبير عن العمليات العكسرية الروسية بالتحديد، لكنني أعتقد أن النقاش عن ذلك سيجري اليوم خلال الجلسة المسائية حول الشرق الأوسط، فهي تُخصص لذلك. وليس من المستبعد عموما بأن الحديث حول هذا الموضوع يسير الآن خلال الجلسة التي تجري الآن في نفس الوقت الذي نتحدث فيه معا. أو من الممكن في الجلسة الدبلوماسية التي سيديرها مدير معهد العلاقات الدولية السيد توركونوف والتي ستجري في وقت لاحق. ومع ذلك أعتقد أنه على الأغلب لن تركز النقاشات على العمليات الروسية على قدر التركيز على الأوضاع في سوريا وفي الشرق الأوسط ككل. وقد تناقشت بنفسي مع عدد من الأشخاص من بينهم كاتب مصري معروف ومهتم حول الأوضاع بشكل عام خلال الأعوام الأربعة الأخيرة و"الربيع العربي" ونتائجه المختلفة، وكان النقاش ممتعا للغاية. وبصورة عامة ومن الناحية النظرية فإن استخدام القوة في بعض الحالات أمر لا محالة، ولكن المسألة تبقى في الشروط والظروف والتقييدات وكيف يمكن درء تصعيد الأزمات منخفضة الكثافة. إن الحديث سيدور عن هذه الأمور. وبعد لقاء المساء أعتقد بأنها ستُطرح وجهات نظر محددة عما يجري في سوريا وما الذي يجب فعله وما هي النتائج المحتملة.

سؤال: أنتم الآن رئيس مجلس الإدارة، هل هناك إمكانية لتشكيل مجموعة من أعضاء المجلس ليعملوا على معالجة النزاعات في العالم؟ على غرار الهيئة التي كانت تضم الشخصيات السياسية العالمية البارزة أمثال الراحل يفغيني بريماكوف وهنري كيسينجر وغيرهما... هل يمكن تشكيل مجموعة "النوايا الحسنة"، إن صح التعبير، من أعضاء مجلسكم؟

جواب: يمكن القول أن نظريا كل شيء محتمل، ولكنني أريد أن أؤكد أن منتدى "فالداي" الدولي عبارة عن تجمع دولي للمفكرين الذين يتحاورون فيما بينهم. نعم، أنا لا أستبعد أنه يمكن تشكيل مجموعات إتصال في إطار المحافل الدولية مثل منتدى "فالداي"، وذلك لإجراء مفاوضات مباشرة من أجل تسوية نزاعات. ولكن لدى الهيئات مثل منتدى "فالداي" الدولي ومجموعات الاتصال مهام مختلفة ولا يمكن أن تحل تجمعات المفكرين محل القائمين على إجراء المفاوضات وإقامة الإتصالات لتسوية النزاعات. إلا أن على المفكرين البحث عن سبل رأب الصدع وإيجاد الحلول للقضايا المستعصية والمشاركة في إجراء التجارب.

سؤال: هل أثر الفتور في العلاقات الروسية الإمريكية والروسية الغربية على حجم الحضور هذه السنة؟

جواب: لم يتم تسجيل أية حالة من حالات الإمتناع عن المشاركة لأسباب سياسية. نعم، هناك بعض الخبراء لم يتمكنوا من قبول الدعوة لأسباب شخصية، وهذا الأمر طبيعي. ولكنه لم تكن هناك أية حالة رفض لأسباب سياسية. والعكس صحيح، ففي هذه السنة المنتدى يكتظّ بالضيوف لدرجة عدم وجود أماكن فاضية. ولذلك يمكن التأكيد على أنه لم يتقلص حجم الحضور بسبب الفتور في العلاقات بين روسيا والغرب.

سؤال: تقولون أن الأشهر القادمة ستشهد إجتماعا خاصا بالتسوية الشرق أوسطية. متى سينعقد هذا الإجتماع وأين وما هي الأطراف التي ستشارك فيه؟

جواب: من السابق لأوانه الحديث عن التفاصيل والمواعيد. ولكن على الأرجح سينعقد الإجتماع الخاص بالتسوية في الشرق الأوسط مطلعَ العام القادم اذا تسنى لنا تحضيره حتى ذلك الموعد. أما المكان فعلى الأرجح سينعقد في روسيا، هنا في سوتشي. فيما يتعلق بقائمة المشاركين فستضم الممثلين عن مختلف بلدان الشرق الأوسط. ونأمل بأن السيد فيتالي نعومكين مدير معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية سياسهم مساهمة كبيرة في تحضير الاجتماع. ولكن حتى الآن من الصعب الحديث عن أية تفاصيل أخرى فيما يخص مضمون الاجتماع المرتقب.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا