فيما يرتبط بتحركات مصر في سعيها للفوز بمقعد "غير دائم" بمجلس الأمن الدولي عن الفترة من ٢٠١٦ إلى ٢٠١٧، والمقرر التصويت له بعد غد الخميس، كما شارك وزير الخارجية المصري في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك التي عقدت أمس.
الترويج للترشح لمجلس الأمن أبرز أولويات السيسي في جولاته الخارجية وخطاباته الرسمية
مساعي القاهرة للفوز بمقعد مجلس الأمن بدأت قبل عامين منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية حيث ركز في زياراته الخارجية وخطاباته الدولية والعامة في مناسبات عدن من بينها الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي ، وهذا العام أيضا ، فضلا عن مشاركاته في قمة المناخ ، وقمة مكافحة الارهاب ، والمؤتمرات الدولية المختلفة كالمؤتمر الاقتصادي ، و الحفل الأسطوري لافتتاح قناة السويس فضلا عن زياراته ولقاءاته من قادة العالم كالرئيس الروسي فلاديمير بوتن ، والأمريكي باراك أوباما فضلا عن التنسيق مع دول كبرى كالصين واليابان وفرنسا وألمانيا إيطاليا ، والنمسا ، وكل هذا يأتي الى جانب انطلاق مصر من قاعدتها الأصيلة في الشرق الأوسط والوطن العربي وإفريقيا حيث تصوت الدول العربية كافة فيما عدا قطر ، إلى جانب اصدار قرار الاتحاد الإفريقي قرارا بدعم دولتي مصر والسنغال على مقعدي إفريقيا في مجلس الأمن واللتان تقدمتا دون منافس آخر وهو ما يحسم مبدئيا المقعدين لكن الأمر يتوقف عند ضرورة الحصول على ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ 196 دولة.
- المتحدث الرسمي: الحفاظ على الأمن الاقليمي أبرز مهامنا في مجلس الأمن
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، ،في بيان له، أن الجهود التي تبذل الآن في نيويورك لا تسعى فقط للحصول على الأصوات اللازمة لدعم مصر في مجلس الأمن، لكن لتوضيح ما ستفعله والخطط التي تأمل تحقيقها خلال فترة عضويتها، وخاصة فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بوصفها أهم دولة عربية وشرق أوسطية في المنطقة، والتي تعد مفتاح الاستقرار.
- جولات لوزير الخارجية ومنتدى "سيدي عبدالرحمن" أبرز مساعي مصر
بيان الخارجية المصرية استعرض كذلك الجهود المختلفة التي بذلتها القاهرة فى الترويج لأحقيتها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن حيث أن خطة الترويج شملت جولات هامة قام بها وزير الخارجية ولقاءات مع وزراء خارجية العديد من الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية ، وكذا خطة دعوة مندوبين دائمين للدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى "منتدى سيدي عبدالرحمن"، أواخر أغسطس الماضي، وإيفاد مبعوثين خاصين لرئيس الجمهورية إلى قادة ورؤساء عدد من العواصم، حاملين رسائل لطلب دعم ترشيح مصر.
- مصر توظف حضارتها لتوصيل رؤيتها لكل دول العالم قبيل التصويت
مساعي مصر لم توظف فقط الحاضر وانما ايضا وظفت حضارتها وتاريخها من خلال عقد بعثتها بالأمم المتحدة لمعرض و حفل بمتحف «المتروبوليتان» بنيويورك ، مساء غد الأربعاء، عشية التصويت، يجري خلاله التحدث عن أهداف مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى جانب عرض للحضارة المصرية العريقة التى تعد بوابة مصر لكثير من بلدان العالم.
- مصر تسعى لعضوية مجلس الأمن للمرة الخامسة
مصر تسعى للمرة الخامسة لتوظيف عمقها العربي والاسلامي والافريقي والشرق أوسطي في عضوية مجلس الأمن على مقعد غير الدائم ، وهذه المرة تمثل إفريقيا حيث سبق وأن شغلت عضوية المجلس الدولي خلال الفترات 1949/ 1950، و1961/ 1962، و1984/ 1985، و1996/ 1997 ، والجديد هذه المرة أن مصر تدخل المجلس بدعم من دول عظمى على رأسها روسيا ، والصين ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ولذا تسعى مصر من خلال هذا التحالف لاحداث نقلة نوعية من خلال طرح مساع لتعديل ميثاق الأمم المتحدة ، وافساح المجال لعضوية دائمة بمجلس الأمن بمقعد أو اثنين لقارة إفريقيا ، وهو الأمر الذى يطرح تحديات كبرى أمام مصر في هذه الدورة حال توفيقها في نيل العضوية بمجلس الأمن .
- هشام بدر: مصر ترى أن إصلاح الأمم المتحدة أمر عاجل وضروري
رؤية مصر في تعديل ميثاق ليست بخافية حيث أكد السفير هشام بدر ، مساعد وزير الخارجية ، خلال لقاء "سيدي عبدالرحمن "العلمين ، بأغلب مندوبي الأمم المتحدة، على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي وتنسيق لهذه الجهود لمواجهة التصاعد في حجم التهديدات والتحديات التي يواجهها العالم، وعلى رأسها الخطر الذي يمثله الإرهاب في مختلف أنحاء العالم.
وقال بدر إن "مصر الجديدة ملتزمة التزاما كاملاً بالانخراط في العمل الفعال مع أطراف المجتمع الدولي من أجل حماية السلم والأمن الدوليين"، مؤكداً أن "مصر ترى أن إصلاح الأمم المتحدة أمر عاجل وضروري، وأننا لدينا رؤية واضحة حول كيفية إصلاح المنظمة، أخذاً في الاعتبار المبادئ الراسخة للأمم المتحدة، وفي نفس الوقت أهمية ممارسة الديمقراطية على المستوى الدولي".
حسين هريدي: فرص مصر كبيرة في الفوز بمقعد مجلس الأمن
قال السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر كانت من أوائل الدول التي تحافظ على الأمن والسلم الدوليين ، وأن فرصة مصر في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن كبيرة جدا، نظرا للدور الكبير الذي تقوم به في المنطقة. مشيرا إلى أن مصر والسنغال هم أكثر الدول المنافسة هذا العام على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن.
وأوضح هريدي أن جهود وجولات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الماضية هي التي أتاحت لنا فرصة كبيرة في المنافسة على هذا المنصب.
إيهاب نافع
- ملاحظة:
قراءنا الكرام الآراء الواردة في المقالات التي تنشر على الموقع تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.