مباشر

مسجد موسكو الجامع بين الديمقراطية التركية والاستقرار في الشرق الأوسط

تابعوا RT على
يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الروسية موسكو، ليشارك ضمن رؤساء ومسؤولين آخرين في افتتاح مسجد موسكو الجامع الجديد في 23 سبتمبر /أيلول الجاري.

تصريحات الجانبين الروسي والتركي اقتصرت على هذا، رغم أن المراقبين كانوا ينتظرون أخبارا تتعلق بالسياسة والأوضاع المتفاقمة في الداخل التركي، كما في دول المنطقة. ولا تستبعد بعض الأوساط أن تسفر زيارة أردوغان إلى موسكو، عن تصريحات على الأقل، حول موقف أنقرة من التحولات التي حدثت في الموقف الأمريكي بشأن التعاون مع روسيا في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وربما انتظرت هذه الأوساط أخبارا سارة من الرئيس التركي بشأن التعاون مع روسيا أيضا في هذا المجال لتجنب أي أخطاء أو سوء فهم قد يحدث في حال واصل التحالف الأمريكي قصفه للأراضي السورية، أو استمرت تركيا بالتعاون مع الولايات المتحدة في قصف الشمال السوري.

في الحقيقة، قد لا يكون هناك أي جديد في الموقف التركي، خاصة وأن وزير الخارجية التركي سينيرلي أوغلو أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الخميس 17 سبتمبر/أيلول الجاري. وفيما أكد لافروف مجددا أن فكرة حل جميع قضايا سوريا عبر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وهم يستحيل تحقيقه، لم يبد الوزير التركي أي رد فعل على هذا التوجه المعروف أصلا لدى موسكو.

وزير الخارجية الروسي قال إن الطرفين معنيان ببدء حوار سياسي في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة، وأن هناك رؤية مشتركة بشأن الأهداف التي يجب تحقيقها في سوريا وهي الاستقرار وضرورة منع المتطرفين من الاستيلاء على أراض جديدة ومن الاحتفاظ بالأراضي التي يسيطرون عليها. ومع ذلك أقر لافروف بوجود خلافات بين موسكو وأنقرة حول الطرق التي يجب اتباعها لتحقيق هذه الأهداف.

لافروف قال أيضا خلال اللقاء مع نظيره التركي إن موسكو وأنقرة تريدان أن يكون الشرق الأوسط ديمقراطيا ومستقرا رغم وجود خلافات في مواقف البلدين، مؤكدا أن تركيا شريك مهم لروسيا على الساحة الدولية، وموسكو تتبادل الآراء مع أنقرة بشأن عدد من القضايا الدولية الساخنة، وخاصة الأزمة السورية وغيرها من النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكرر لافروف تصريحه حول وجود خلافات معينة في المواقف بشأن جوانب من الوضع في الشرق الأوسط، مع الإشارة إلى أهداف مشتركة تتمثل في "أننا نريد أن نرى هذه المنطقة مستقرة وديمقراطية".

تصريحات لافروف فتحت الباب أمام سينيرلي أوغلو لإعلان موافقته وتصديقه على كلام نظيره الروسي. بل وأضاف أن "تركيا هي ضمان للاستقرار في الشرق الأوسط". ما أثار تساؤلات من قبيل: هل يتفق الجانبان على نوع معين من "الديمقراطية والاستقرار"؟ أم أن كل طرف يفهم ذلك بطريقته؟ وهل تريد تركيا الديمقراطية والاستقرار في الشرق الأوسط عن طريق تدريب المعارضة "المعتدلة المسلحة" ودعم التنظيمات الدينية الأخرى، وقصف شمال سوريا؟

تساؤلات كثيرة حول فهم أنقرة لدورها في الشرق الأوسط، وطموحاتها الأوروبية من جهة، وسعيها لاستعادة التاريخ العثماني وأمجاد الخلافة من جهة أخرى.

أشرف الصباغ

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا