وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتش ونظيره الكوسوفي عيسى مصطفى وقعا اتفاقا في أربعة مجالات بينها الطاقة والاتصالات.
وأكدت موغيريني أن "إنجاز اليوم يمثل نجاحا تاريخيا في عملية التطبيع"، مضيفة أن "الحلول التي تم التوصل إليها اليوم تعود بالفائدة على السكان وتسمح للبلدين في الوقت ذاته بالتقدم على طريق أوروبا".
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه الثلاثاء على إقامة نظام قضائي في شمال كوسوفو يكون مقبولا من الأقلية الصربية والكوسوفيين.
واتفق الجانبان على إنشاء رابطة المجتمعات الصربية في كوسوفو من أجل تعزيز دور الأقلية الصربية في شمال الإقليم وفي غيره من مناطق كوسوفو.
وأعلن فوتشيتش أن الرابطة ستحصل على صلاحيات واسعة وسيكون لها رئيس ونواب له وبرلمان وشعار وعلم، وستتلقى تمويلا مباشرة من صربيا، إلا أن مصطفى من جانبه أشار في حديث لوسائل الإعلام باللغة الألبانية إلى أن رابطة المجتمعات الصربية لن تحصل على صلاحيات تنفيذية.
كما يشمل الاتفاق شقا متعلقا بالطاقة وخطة لتحديث نظام الاتصالات واتفاقا حول جسر ميتروفيتسا المتنازع عليه بين الصرب والألبان الكوسوفيين.
ويسمح الاتفاق لشركة "تيليكوم" الوطنية الصربية بالعمل في كوسوفو لأول مرة منذ عام 1999، بينما ستحصل كوسوفو بموجب هذا الاتفاق على كود هاتفي دولي يتكون من ثلاثة أرقام، وهو ما يعتبره الكوسوفيون دليلا جديدا على تعزيز سيادتهم.
من جهة أخرى اتفقت صربيا وكوسوفو على ترتيب حركة المرور في مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا وإزالة الحواجز في الجسر المؤدي إلى القسم الألباني من هذه المدينة الواقعة شمال كوسوفو.
وبشأن الطاقة ينص الاتفاق على أن تنشئ شركة الطاقة الكهربائية الوطنية الصربية شركتين جديدتين لتزويد البلديات الصربية الأربع في شمال كوسوفو بالطاقة الكهربائية.
ويأتي الاتفاق قبل قمة يفترض أن يشارك فيها الخميس في فيينا قادة دول غرب البلقان وموغيريني، وتعقد في أجواء من القلق بسبب أزمة المهاجرين والتوتر مع روسيا.
وتقيم كوسوفو وصربيا علاقات صعبة منذ النزاع بين قوات يوغوسلافيا السابقة والانفصاليين في كوسوفو في 1998-1999، الذي دفع حلف شمال الأطلسي إلى التدخل ربيع 1999.
وأدت الضربات الجوية إلى انسحاب القوات الصربية من إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله في 2008.
وانقسمت دول العالم بشأن الاعتراف باستقلال كوسوفو، وفي الوقت الذي اعترفت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية بهذا البلد، رفضت صربيا وروسيا والصين وإسبانيا والعديد من غيرها من الدول باستقلال كوسوفو.
وفي 2013، وقعت بريشتينا وبلغراد اتفاق تطبيع برعاية الاتحاد الأوروبي مهد الطريق لبدء مفاوضات لانضمام صربيا إلى الاتحاد بعد عام على ذلك.
وهنأ رئيس الوزراء الصربي عقب المفاوضات في بروكسل الثلاثاء بالتوصل إلى الاتفاق مع كوسوفو، قائلا إنه يفتح لبلاد طريقا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ويضمن أمن صرب كوسوفو.
من جانبه أعلن رئيس حكومة كوسوفو أن الاتفاق يتطابق مع دستور وقوانين البلاد، مؤكدا أن هذا الاتفاق يعني أن بريشتينا تفرض سيادتها على كافة مناطق كوسوفو، بما في ذلك المناطق الشمالية التي يقطنها الصرب.
المصدر: وكالات