وكانت طائرة "بوينغ – 777" الماليزية قد تحطمت في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا في 17 يوليو/تموز عام 2014، ما أسفر عن مقتل 298 شخصا كانوا على متنها. وقد حثت أستراليا مجلس الأمن الدولي منذ أسبوع على دعم إنشاء محكمة دولية للتحقيق مع المشتبه بهم في إسقاط طائرة الركاب التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية.
وكانت ماليزيا التي حصلت على عضوية المجلس العام المقبل، وزعت مسودة قرار بشأن المحكمة الأسبوع الماضي أملا في إصداره في وقت لاحق هذا الشهر. والمسودة اقتراح مشترك مع أستراليا وهولندا وبلجيكا وأوكرانيا.
وفي هذا السياق، دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان كافة الأطراف المعنية للعودة إلى المجال القانوني الذي يحدده القرار رقم 2166 الصادر عن مجلس الأمن، باعتباره الأساس الوحيد المقبول للتعاون الدولي في الجهود الرامية إلى الكشف عن أسباب تحطم الطائرة الماليزية والحيلولة دون تكرار هذه الكوارث في المستقبل.
وأوضح البيان أن الجانب الروسي قلق من ضعف قاعدة الأدلة التي يعتمد عليها التحقيق، ومن منع الخبراء الروس من حق الوصول غير المقيد إلى الوثائق الموجودة بحوزة لجنة التحقيق الفنية. وأن الجهات الدولية لا تسمح للخبراء الروس بلعب دور ملحوظ في التحقيق، على الرغم من خبرتهم الكبيرة في مجال الكوارث الجوية.
كما أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لإحباط المقترحات الروسية بشأن تنظيم تحقيق دولي في الكارثة بطريقة تضمن شفافيته والاعتماد على آليات مجلس الأمن الدولي. وانتقدت في بيانها جودة التحقيق، علما أنه لم يحصل حتى الآن على تسجيلات المكالمات بين العسكريين الأوكرانيين في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة يوم وقوع الكارثة، والمعلومات عن صواريخ "أرض-جو" في قبضة الجيش الأوكراني في تلك المنطقة. واعتبرت الخارجية أن التحقيق لم يحقق الأهداف التي طرحها القرار رقم 2166 على الرغم من مرور سنة عل وقوع الكارثة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة سقطت في منطقة لا تخضع لسيطرة كييف في منطقة النزاع، لكنها قريبة من خط الجبهة. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بشأن إسقاط الطائرة، ويعتقد أن هذا الهجوم تم بواسطة صاروخ أرض-جو أطلق من منظومة "بوك" المضادة للجو. وكانت منظومات من هذا الطراز تابعة للجيش الأوكراني منشورة قرب خط الجبهة. لكن واشنطن ترفض الكشف عن صور التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لها للمنطقة في يوم وقوع الكارثة، فيما ترفض كييف الكشف عن تسجيلات المكالمات بين المراقبين الجويين وطاقم الطائرة، وبين العسكريين الأوكرانيين في المنطقة.
المصدر: وكالات