وكانت وسائل إعلام أوكرانية قد ذكرت أن اثنين من مسلحي حركة "القطاع الأيمن" اليمينية في مقاطعة زاكارباتيا (التي شهدت يوم السبت الماضي اشتباكات دموية بين مسلحي الحركة والأجهزة الأمنية) احتجزا طفلا يبلغ من العمر 6 سنوات رهينة.
وقال الناطق الرسمي باسم بوروشينكو الاثنين 13 يوليو/تموز إن وزير الداخلية أرسين أفاكوف ورئيس جهاز الأمن فاسيلي غريتشاك أبلغا الرئيس باختطاف الطفل في زاكارباتيا، فيما قرر الرئيس أن يشرف شخصيا على الجهود لإطلاق سراحه، وكلفهما باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للإفراج عن الطفل.
وتضاربت الأنباء عن مصير الطفل، وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق أن اثنين من مسلحي "القطاع الأيمن" اختطفا الطفل واستخدماه درعا بشريا، خلال هروبهما إلى غابة خوفا من ملاحقة القوات الأمنية وقد أطلقاه لاحقا.
تجدر الإشارة إلى أن اختطاف الطفل حصل في منطقة مدينة موكاتشيوفو التي شهدت السبت الماضي اشتباكات أسفرت عن سقوط عدة قتلى في صفوف أنصار "القطاع الأيمن" والأمن والمدنيين، وذلك بعد نشوب خلاف بين الحركة المتطرفة ورجال أعمال محليين.
هذا وتتضارب الأنباء عن عدد القتلى والجرحي، وكان "القطاع الأيمن" أفاد بمقتل اثنين من عناصره وإصابة 4 آخرين بجروح، وحسب القوميين، فإن الحادث جاء نتيجة لاعتداء تعرض له مسلحو "القطاع الأيمن" من قبل "عصابات" تابعة لأحد النواب المحليين، وهو ميخائيل لانيو.
من جهته، قال أنتون غيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني، السبت، "إن مسلحين وصلوا إلى مبنى تابع للنائب ميخائيل لانيو حيث وقع "اشتباك مسلح لم تحدد أسبابه بعد".. ودمر المهاجمون سيارتين للشرطة، مستخدمين قاذفات للقنابل، ورجح المستشار نقلا عن مصادر له أن يكون "صراع على مناطق نفوذ" وراء الحادث.
وشنت سلطات كييف عملية لإلقاء القبض على المسلحين المتطرفين الذين اختبأوا في الغابة المجاورة، فيما نزل آلاف أنصار الحركة إلى الشوارع في مقاطعات أخرى وفي العاصمة كييف، دفاعا عن زملائهم في غرب البلاد، وهددت قيادة الحركة بسحب مقاتليها من خطوط الجبهة في شرق البلاد وإرسالهم إلى كييف للمشاركة في الاحتجاجات.
ونفى زعيم الحركة دميتري ياروش الاثنين 13 يوليو/تموز أنباء انسحاب المقاتلين اليمينيين من الخطوط الأمامية في منطقة دونباس، لكن قوات الدفاع الشعبي التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد، أكدت أن مسلحي "القطاع الأيمن" انسحبوا فعلا، الأمر الذي أدى إلى تراجع حاد في عدد حالات انتهاك الهدنة الهشة المعلنة في هذه المنطقة.
وطالبت حركة "القطاع الأيمن" بتنحي وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف ومسؤولين آخرين، باعتبار أن أنصارها في غرب البلاد تعرضوا لهجوم متعمد، تجدر الإشارة إلى أن الخلاف الأخير يعد الأكثر دموية في سلسلة الخلافات بين كييف والحركة المتطرفة التي كانت القوة الأساسية وراء الانقلاب على حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط عام 2014، علما بأن الحركة تملك جيشا صغيرا خاصا بها لا يخضع لأوامر كييف إلا بصورة شكلية.
وفي محاولة لعقد مصالحة مع المتطرفين، قررت كييف في أبريل/نيسان الماضي تعيين زعيم "القطاع الأيمن" ياروش في منصب مستشار القائد العام للقوات المسلحة.
"القطاع الأيمن" يهدد بنقل 17 كتيبة إلى كييف الاحتجاج على السلطات
وقال المتحدث باسم الحركة أرتيوم سكوروبادسكي الأحد في مؤتمر صحفي إن زعيم "القطاع الأيمن" دميتري ياروش "لم يعطنا أمرا بإلقاء السلاح، ولن يقوم مقاتلونا (في مدينة موكاتشيفو) بذلك"، وتابع أن للحركة 17 كتيبة احتياطية يجري تدريبها حاليا لإرسالها إلى منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا (حيث يدور نزاع مسلح)، مشيرا إلى أن "جميعهم سيحتشدون أمام القصر الرئاسي ومبنى وزارة الداخلية إذا لزم الأمر، لترى السلطات غضب القوميين".
ووعد سكوروبادسكي أن احتجاجات القوميين ستستمر حتى استقالة وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، موضحا أن "قوات الأمن تتغاضى عن التهريب في منطقة زاكارباتيا (في أقصى غرب أوكرانيا) منذ 20 عاما، ولم يتغير الوضع خلال سنة تولي آفاكوف منصبه.. والفساد يزدهر.."
"اختفاء" مسلحي "القطاع الأيمن" المحاصرين في ضواحي موكاتشيفو
من جانبه أعلن محافظ مقاطعة زاكارباتيا (حيث مدينة موكاتشيفو) فاسيلي غوبال أن مسلحي "القطاع الأيمن" المحاصرين في ضواحي المدينة من قبل قوات الأمن والحرس الوطني والشرطة، "اختفوا ولم يتم يحدد مكان بعد".
وفي مقابلة تلفزيونية ذكر غوبال أن المسلحين المحاصرين لم يلقوا أسلحتهم ورفضوا التفاوض مع رجال الشرطة.
وتم تأكيد اختفاء مسلحي التنظيم على لسان أليونا ياخنو، المتحدثة باسم النيابة العامة في العاصمة كييف سابقا، التي نقلت عن مصدر مطلع في موكاتشيفو قوله إن اثنين من المسلحين وهما جريحان، سلما نفسيهما ونقلا إلى المستشفى، أما البقية "فلميعثر لهم على أثر".
وفي وقت سابق أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن السلطات تواصل التفاوض مع المتطرفين، في محاولة منها لتسوية النزاع بطرق سلمية.
يذكر أن تنظيم "القطاع الأيمن" الذي يؤمن بأيديولوجيا القومية الأوكرانية المتشددة، والذي قام بدور بارز في الانقلاب على السلطة الشرعية في كييف في فبراير/شباط عام 2014، أدرج في روسيا في قائمة المنظمات المتطرفة المحظورة، أما زعيمه دميتري ياروش فقد فتحت النيابة العامة الروسية ملفا جنائيا في حقه متهمة إياه بالدعوة إلى أعمال إرهابية.
المعارضة الأوكرانية تدعو إلى حل البرلمان
دعت المعارضة الأحد 12 يوليو/تموز إلى حل البرلمان.
وجاء في بيان أصدره حزب "كتلة المعارضة" على إثر مقتل 3 أشخاص في تبادل لإطلاق النار وقع السبت في مدينة موكاتشيفو وتورط فيه عناصر تنظيم "القطاع الأيمن" المتطرف: "يجب حل ائتلاف الحرب وإعادة انتخاب الرادا (البرلمان الأوكراني)".
وأضاف الحزب المعارض أن "الدولة الأوكرانية لم تعد تملك احتكارا لاستخدام القوة.." وأن "الأجهزة المسلحة التي تمتلك المعدات الثقيلة تقوم بتصفية الحسابات في مدينة سلمية غرب البلاد، مما يؤدي إلى معاناة المدنيين"، وحسب الحزب، فإن انعدام حماية سكان أوكرانيا وازدهار الفساد، كلها أمور ناجمة عن نشاط البرلمان وائتلاف الحرب.
تعليق الإعلامي سهيل فاطرة:
المصدر: وكالات