وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن تفجير سيارة ملغومة أمام القنصلية الإيطالية في القاهرة، وذكر بيان منسوب لـ"داعش" على الانترنت السبت، أن السيارة المفخخة التي استخدمت في التفجير كانت تحمل 450 كيلوغراما من المواد المتفجرة.
ومن جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي إن الحكومة المصرية قررت تحمل نفقات ترميم وإصلاح مبنى القنصلية الايطالية ومعالجة الأضرار التي لحقت به جراء الحادث الارهابي.
وأضاف المتحدث بأن وزير الخارجية الإيطالي سيقوم بزيارة مصر خلال الأيام القادمة في إطار مزيد من تطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين والتشاور المشترك حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية الهامة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار، قد أكد أن شخصا لقي مصرعه متأثرا بجراحه فيما يستمر عدد الجرحى في الارتفاع ليصل 9.
وقال المتحدث إن جميع المصابين خرجوا من المستشفى بعد استقرار حالتهم وتقديم الإسعافات لهم، ولم يبق سوى طفل يبلغ من العمر 13 عاما حالته حرجة.
وحسب التحريات الأولية فقد تسببت سيارة مفخخة كانت متوقفة أمام مبنى القنصلية الإيطالية في الانفجار العنيف الذي تسبب في خسائر مادية.
وانتقل خبراء المفرقعات ورجال الأدلة الجنائية لمكان الحادث لفحص السيارة وتمشيط المنطقة، فيما تم تشكيل فرق من البحث الجنائي لكشف غموض الحادث والتوصل لمرتكبيه.
وحسب "بوابة الأهرام" كشفت المعاينة الأولية عن وجود حوالي ربع طن من المواد شديدة الانفجار "ت إن ت" وهي نفس المواد التي استخدمت في اغتيال النائب العام هشام بركات، وفي محاولة تفجير موكب وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم.
واستوقفت قوات الأمن المتواجدة بمحيط منطقة الانفجار بشارع الجلاء شابا أجنبيا بحوزته كاميرا عقب التقاطه بعض الصور لموقع الانفجار، واصطحبه عدد من رجال الأمن للتحقيق معه.
رئيس وزراء إيطاليا يؤكد للسيسي تضامن بلاده مع مصر
تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي حيث أكد تضامن بلاده مع مصر في مثل تلك اللحظات.
وشدد رينزي على أن إيطاليا عازمة على مكافحة الإرهاب من أجل دحره والقضاء عليه.
وقال المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس أكد خلال الاتصال تقدير مصر للمواقف الإيطالية المساندة للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
وشدد السيسي على أن مثل هذه الأحداث الإرهابية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب والحفاظ على مقدرات الشعوب مشيرا إلى أن مصر تولي العناية الواجبة لكافة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية المتواجدة على أراضيها.
ووجه رئيس الوزراء الإيطالي الشكر للسيسى لما قامت به السلطات المصرية المعنية من تعاون كامل واستجابة سريعة للتعامل مع تداعيات الحادث.
رئيس الوزراء المصري: الحكومة ستقوم بترميم مبنى القنصلية الإيطالية
من جانبه، ذكر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب للصحفيين عقب لقائه وزير الداخلية، أن رئيس الوزراء الإيطالي أجرى اتصالا بالرئيس عبد الفتاح السيسي السبت، حيث تم التأكيد على أن العلاقات بين مصر وإيطاليا تاريخية واستراتيجية، وأن البلدين حريصان على تطويرها.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستعمل على إعادة مبنى القنصلية الإيطالية العريق إلى وضعه القديم، كما ستقوم الحكومة بمعاينة حالة المباني المجاورة، والتي تضررت من الحادث.
هذا وتقدم رئيس الوزراء بالتعازي لأسرة شهيد الحادث المأساوي من رجال الشرطة، وتمنى الشفاء للمصابين.
وأعرب محلب عن اعتقاده أن "الإرهاب أصبح عبئا على المجتمع الدولي بأكمله"، داعيا دول العالم إلى تنسيق الجهود لمحاربته. وأضاف أن "مصر آمنة بإذن الله، وأن الحكومة تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أراضيها".
مع ذلك، أشار إلى أن المواطن المصري عليه دور كبير في حماية وطنه من الإرهاب من خلال التسلح بروح الحذر والمبادرة بالإبلاغ عن كل ما يثير شكوكه ومخاوفه.
وزير خارجية إيطاليا: الاعتداء على قنصليتنا لن يخيفنا
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن الاعتداء الذي استهدف قنصلية بلاده لن يخيف إيطاليا، موضحا أنه لم يسفر عن ضحايا إيطاليين.
وقال الوزير على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "استهدفت قنصليتنا بقنبلة في القاهرة، ولم يقع ضحايا من الإيطاليين، ونحن إلى جانب المصابين وموظفينا، وإيطاليا لن تخاف".
وقد أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإيطالي اتصالا هاتفيا قدم خلاله المعلومات المتوفرة حول الحادث.
وأعرب عن إدانة مصر الشديدة لهذا العمل الإرهابي مؤكدا أنها لن تتوانى عن مواصلة وتكثيف جهودها مع مختلف دول العالم وبينها إيطاليا لمحاربة الإرهاب والعمل على اجتثاثه من جذوره ودحره.
وأكد شكري أن الإرهاب لن يتورع عن استخدام أداوته الخسيسة ضد الأبرياء، مشددا على عزم مصر على إفشال المخططات التي تستهدف الاستقرار في البلاد والقضاء على كافة التنظيمات الإرهابية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، إن حادث تفجير مبنى القنصلية الإيطالية لم يسفر عن أي ضحايا إيطاليين والمبنى الأثري القديم كان شبه خال ولم يكن فيه أي موظف أجنبي.
وأضاف أن مصر قادرة وعازمة على توفير أقصى درجات الأمن والحماية للبعثات الدبلوماسية على الأراضي المصرية، ووصف الحادث بأنه حادث "عابر" يقع مثله الكثير في كل دول العالم.
وفي حديث قناة RT، قال المحلل السياسي حسن بديع، إن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المدعومة من أجهزة استخبارية خارجية وخاصة تركيا وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أن جماعة الإخوان تشن حربا ضد مصر، وهي من تقف وراء تشكيل هذه الجماعات الإرهابية.
وفي نفس السياق قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية في حديث لقناة RT، إن هذا التفجير يستهدف معناويات الشعب المصري لأنه كان في منطقة نائية ولم يكن بمقدور الارهابيين استهداف مناطق أخرى تعتبر نقاط مهمة وحيوية وذلك نظرا لشدة الإجراءات الأمنية.
من جانبه قال المحلل السياسي مختـار كـامل إن التفجير هو ضربة تستهدف السياحة المصرية وتستهدف قدرات الحكومة الأمنية على حماية مصالحها في العاصمة ذاتها. وأشار إلى أن هذا التفجير هو رسالة أراد من خلالها منفذوها أن يقولوا أنهم موجودون.
ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 2013 تجري في مصر هجمات إرهابية تستهدف بشكل خاص قوات الأمن.
وأكثر الاعتداءات دموية وقعت في شمال شبه جزيرة سيناء حيث تبنى الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي سلسلة هجمات دامية على الجيش في الأول من تموز/يوليو.
تعليق المحللة السياسية جيلان جبر:
تعليق اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية من القاهرة، ومن واشنطن المحلل السياسي مختـار كـامل:
المصدر: وكالات