مباشر

"الأمن والتعاون": لقاء مجموعة الاتصال حول أوكرانيا "كان صعبا"

تابعوا RT على
اختتم في العاصمة البيلاروسية مينسك اجتماع لمجموعة الاتصال حول الأزمة الأوكرانية، شارك فيه ممثلو أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، إضافة إلى ممثلي دونباس.

وفي تصريح صحفي قالت هايدي تاليافيني، الممثلة السابقة لـ"الأمن والتعاون" داخل مجموعة الاتصال، إن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي أجرتها المجموعة كانت "صعبة جدا" وأنه من المبكر الحديث عن نتائج ملموسة.

وأشارت تاليافيني إلى أن اللجنة الفرعية السياسية التابعة للمجموعة بحثت موضوع الانتخابات والوضع القانوني الخاص لمنطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا).

أما اللجنة الإنسانية فقالت تاليافيني إن المشاركين في اجتماعها اطلعوا على تقرير ممثل عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أكد فيه استعداد هذه المنظمة للمساعدة في إطلاق سراح أشخاص محتجزين لدى طرفي النزاع في أوكرانيا.

كما أفادت تاليافيني بأن اللجنة الخاصة بالجوانب الاقتصادية لتسوية الأزمة الأوكرانية ناقشت إعادة بناء البنية التحتية في دونباس ودفع معاشات التقاعد في المنطقة.

من جانبه أعلن الدبلوماسي النمساوي مارتين سايديك، المبعوث الجديد لرئيس "الأمن والتعاون" إلى مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، أنه سيبذل قصارى جهده في أداء المهمات التي قامت بها هايدي تاليافيني قبله، مضيفا أن لدى مجموعة الاتصال جدول أعمال واسعا خلال الشهرين القادمين.

وكان سايديك وصل إلى مينسك إلى جانب سلفه هايدي تاليافيني التي استقالت من المنصب مطلع الشهر الحالي، لكنها شاركت في اجتماعات مينسك في سياق تسليمها ملف الوساطة لخلفها.

دونباس: ديناميكية مفاوضات مجموعة الاتصال غير كافية

من طرفه أشار دينيس بوشيلين، مفوض جمهورية دونيتسك الشعبية (إحدى "الجمهوريتين الشعبيتين"، إلى جانب جمهورية لوغانسك، المعلنتين من جانب واحد في منطقة دونباس) إلى أن ديناميكية مفاوضات مجموعة الاتصال "غير كافية".

وذكر أنه لهذا السبب طرح منسق منظمة الأمن والتعاون في اللجنة الفرعية السياسية "مقترحا بناء جدا" بتفعيل نشاطات اللجنة. وأضاف أن اللجنة السياسية ستجري اجتماعاتها أسبوعيا، أما سائر اللجان الفرعية ومجموعة الاتصال بكاملها فستجتمع مرتين في الشهر القادم، أي في 7 و21 يوليو/تموز.

من جانبه أكد مفوض جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو أن التبادل الجديد للأسرى بين طرفي النزاع سيجري في أقرب وقت. مع ذلك أشار دينيغو إلى "تراجع" في أداء اللجنة الفرعية المعنية بالشؤون الإنسانية، قائلا إن هذه اللجنة "تتهرب" من تنظيم عمليات تبادل الأسرى، بناء على مبدأ التبادل "الجميع مقابل الجميع".

كما ذكر دينيغو أن كييف لم تقدم مقترحات محددة بشأن آفاق منح أماكن منفردة في دونباس وضعا قانونيا خاصا وآليات إجراء انتخابات محلية في لمنطقة.

وبدأت مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا اجتماعا في مينسك الثلاثاء 23 يونيو/حزيران قبل ساعات من انطلاق محادثات لوزراء خارجية "رباعي النورماندي" (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا) في باريس.

وشاركت في جولة مينسك الأخيرة جميع اللجان الفرعية التابعة لمجموعة الاتصال  باستثناء اللجنة المعنية بالمسائل الأمنية، علما بأن أعضاءها مشغولون حاليا بتنسيق اتفاق جديد يتعلق بسحب الأسلحة الخفيفة من خط الفصل بين الطرفين، بعد تطبيق الاتفاق حول سحب الأسلحة الثقيلة مبدئيا. ومن المتوقع أن تجتمع اللجنة بشكل منفصل في أواخر الشهر الجاري للمصادقة على الاتفاق الجديد.

أما لجنة المسائل الإنسانية، فبحثت اليوم موضوع فتح ممرات إنسانية في منطقة دونباس، ودور الصليب الأحمر في عمليات الإغاثة، بالإضافة إلى عمليات تبادل الأسرى. وأوضحت منظمة "الخيار الأوكراني" التي يشارك رئيسها فيكتور ميدفيدتشوك في عمل اللجنة، أن الحديث دار حول إمكانية انضمام الصليب الأحمر إلى جهود البحث عن المفقودين في منطقة النزاع، وعن نقل المساعدات الإنسانية الروسية لسكان المنطقة عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات الأوكرانية.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا قررت تشكيل 4 لجان فرعية من أجل زيادة فعالية تطبيق اتفاقات مينسك، ومنها بالإضافة إلى اللجنتين المذكورتين، لجنتا الشؤون السياسية والاقتصادية.

موسكو: لا مبادرات جديدة على طاولة محادثات النورماندي

وبشأن اللقاء المرتكب لوزراء خارجية "النورماندي"، نفت وزارة الخارجية الروسية وجود أية مبادرات جديدة ستطرح خلال الاجتماع.

وقال غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي تعليقا على اجتماع رباعي النورماندي على مستوى وزراء الخارجية: "سيكون لقاء وزراء الرباعية مكرسا لجميع المسائل المتعلقة بتطبيق اتفاقات مينسك الموقعة في الـ12 من فبراير/شباط" 2015.

 وأردف قائلا: "لقد بدأت اللجان الفرعية (التابعة لمجموعة الاتصال) العمل.. وجرى تسجيل تقدم محدود فيما يخص مسائل الأمن والمجال السياسي.. ومن المهم بحث جميع جوانب تطبيق الاتفاقات على مستوى الوزراء".

وفي تصريح أدلى به قبل انطلاق المفاوضات، قال كاراسين إن على كييف تطبيق الاتفاقات التي وقعت عليها، لا طرح مبادرات جديدة.

وقال: "يطرح (الرئيس الأوكراني بيترو) بوروشينكو يوميا أفكارا جديدة لا تتفق مع اتفاقات مينسك بأي شكل من الأشكال. ويجب إجبار شركائنا الأوكرانيين على الالتزام بالنظام، لكي ينفذوا ما تم الاتفاق عليه في مينسك. أما طرح المبادرات الجديدة، فيشكل خطرا بالنسبة لتطبيق اتفاقات مينسك".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن على كييف وقف قصف مدن منطقة دونباس.

وأفاد الكرملين أن الجانب الروسي نوه خلال المكالمة الهاتفية، مجددا بضرورة تفعيل عملية التسوية السياسية للنزاع في دونباس، وحل المسائل المتعلقة بالإصلاح الدستوري في أوكرانيا، إضافة إلى ضرورة إنعاش جنوب شرق البلاد اقتصاديا واجتماعيا.

هذا وحسب بيان الكرملين، فإن زعماء الدول الثلاث أدلوا بعدد من الأفكار في سياق لقاء "رباعي النورماندي" ، المقرر عقده في الـ23 يونيو/حزيران في باريس على مستوى وزراء الخارجية، وكذلك اللقاءات القادمة في مينسك لمجموعة الاتصال حول أوكرانيا ولجان العمل الفرعية التابعة لها.

وذكر البيان أن بوتين وميركل وهولاند اتفقوا على مواصلة الاتصالات بينهم.

قتيل وجرحى في شرق أوكرانيا جراء تكثيف الجيش الأوكراني للقصف 

ميدانيا، تعرضت مناطق من "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" لقصف مكثف من قبل الجيش الأوكراني خلال الليلة الماضية عشية استئناف مفاوضات السلام في باريس ومينسك.

وأعلنت السلطات في "جمهورية دونيتسك" عن مقتل مدني وإصابة آخر جراء قصف مدينة دوكوتشايفسك، بالإضافة إلى أضرار مادية واسعة النطاق.

أما "جمهورية لوغانسك"، فأعلنت أن الجيش الأوكراني انتهك نظام وقف إطلاق النار 8 مرات خلال الـ24 الساعة الماضية، وأسفرت الهجمات عن إصابة 3 مقاتلين من وحدات الدفاع الشعبي التابعة للجمهورية.

نبذة عن عملية التسوية الأوكرانية

بدأ المجتمع الدولي جهوده لتسوية النزاع المسلح في أوكرانيا فور اندلاعه في أبريل/نيسان عام 2014 بين السلطات الجديدة في كييف والتي وصلت إلى السلطة عن طريق انقلاب، وقوى المعارضة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد. لكن بيان جنيف الذي أصدره لقاء رباعي بمشاركة أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الشهر نفسه، لم يطبق على الإطلاق، إذ أصرت كييف على مواصلة عمليتها العسكرية في المناطق المتمردة حتى استعادة سيطرتها الكاملة عليها.

وفي يونيو/حزيران تشكلت مجموعة الاتصال الثلاثية (أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي)، كما عقد أول لقاء قمة بصيغة "النورماندي" (أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا) أثناء الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي الفرنسية أثناء الحرب العالمية الثانية.

وفي سبتمبر/أيلول عام 2014 انضم ممثلون عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد إلى مفاوضات مجموعة الاتصال في مينسك، ما سمح بالتوصل إلى بروتوكول مينسك الذي أرسى أسس وقف إطلاق النار. لكن كييف رفضت في يناير/كانون الثاني الالتزام بالاتفاق واستأنفت العمليات القتالية، ما دفع القوى المشاركة في التسوية إلى بذل جهودها القصوى لإيقاف التصعيد.

وفي 12 فبراير/شباط الماضي، بعد مفاوضات استمرت لساعات طويلة في مينسك، توصل زعماء رباعي النورماندي والأطراف المتفاوضة في إطار مجموعة الاتصال إلى حزمة اتفاقات سلمية مفصلة، رسمت خط الفصل بين طرفي النزاع بوضوح وحددت مراحل التسوية.

المصدر: وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا