وعبّر كارتر الأحد 21 يونيو/حزيران في مستهل جولة له في أوروبا تستمر أسبوعا عن أمله في أن تغير روسيا سياستها الحالية، إلا أنه عقب قائلا إنه "غير متأكد" من ذلك.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه يحضر هذا الأسبوع أول اجتماع لحلف الناتو منذ توليه منصبه، ويريد أن يستعرض في هذا الاجتماع سياسة الولايات المتحدة التي وصفها بالمتوازنة وتقضي بتعزيز القدرة العسكرية في أوروبا لردع روسيا، وفي ذات الوقت تريد التعاون مع روسيا في قضايا محاربة الإرهاب وتسوية الملف النووي الإيراني.
وشدد كارتر في هذا الصدد على أن التغييرات الحالية في وضع قوات حلف شمال الأطلسي تدل على الاستعداد لتوتر طويل الأمد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن مؤخرا عن تعزيز الترسانة النووية لبلاده في العام الجاري بأكثر من 40 صاروخا عابرا للقارات، ستكون قادرة على تجاوز منظومة الدرع الصاروخية.
وشدد بوتين السبت 20 يونيو/حزيران خلال لقائه رؤساء وكالات الأنباء الأجنبية في مدينة سان بطرسبورغ على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي على أن الخطاب العدائي بين روسيا والولايات المتحدة لا يعني بالضرورة زيادة التهديدات النووية في العالم.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده اتخذت قرارا بتعزيز ترسانتها النووية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لزيادة وجودها العسكري بما في ذلك نشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا.
كارتر يحث دول الناتو على التفكير في المخاطر الجديدة
توجه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى أوروبا، الأحد 21 يونيو/حزيران في زيارة تشمل ألمانيا وإستونيا، ويشارك خلالها في اجتماع وزراء دفاع دول الناتو في بروكسل.
وذكر المكتب الصحفي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن كارتر ونظراءه سيناقشون سبل تقوية أمن حلف الأطلسي في ظل الأزمة الأوكرانية و"الممارسات الروسية" وكذلك الخطر الذي يشكله تنظيم "داعش". وأضاف أن كارتر يود أن يتبادل الآراء مع نظرائه بشأن "التحديات الناجمة عن روسيا والجبهة الجنوبية للناتو".
مع ذلك، أشار أحد المسؤولين في البنتاغون في حديث مع "رويترز" إلى أن وزير الدفاع الأمريكي يعتبر أنه عند التعامل مع هذه التحديات يجب الانطلاق من التقارب الجديد وليس من الخطط القديمة التي تم وضعها أثناء "الحرب الباردة".
كما أفاد بأن اجتماع وزراء الدفاع لدول الناتو في بروكسل، يومي 24 و25 من الشهر الجاري سيتناول موضوع إرسال معدات أمريكية ثقيلة إلى أوروبا الشرقية، بما فيها دبابات وعربات مشاة قتالية من شأنها توفير احتياجات لواء يبلغ عدد أفراده 5 آلاف شخص.
وكان البنتاغون قد أعلن في وقت سابق أن تلك الخطط تم وضعها بهدف زيادة العتاد قرب مناطق تجري فيها تدريبات عسكرية لحلف الناتو ازداد عددها على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وكانت موسكو قد وصفت تلك الخطط بأنها خرق للاتفاقات السابقة بين روسيا والحلف الأطلسي. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تسعى على ما يبدو في تعاملها مع حلفائها، إلى التقويض وبشكل نهائي للبند المحوري في وثيقة "روسيا-الناتو" التأسيسية التي تم التوقيع عليها عام 1997، والتي تلزم الحلف بعدم نشر عدد كبير من قواته على أراضي شرق أوروبا بشكل دائم.
تجدر الإشارة إلى أن الحل النهائي حول نقل معدات أمريكية ثقيلة إلى القارة الأوروبية لم يتخذ بعد. كما أنه ليس من المعروف بعد أين سيتم نشر دبابات "آبرامس" وعربات المشاة القتالية "برادلي". ويعتقد بعض الخبراء أنها ستنشر في دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا. لكن تصريحات قادة القوات الأمريكية تشير إلى أن القاعدة العسكرية الأمريكية الواقعة في مدينة غرافينفير قرب نورمبرغ بألمانيا ستكون مكانا أساسيا لنشرها. وسيزور كارتر تلك القاعدة في الـ26 من الشهر الجاري عقب الاجتماع في بروكسل.
هذا وذكر ممثلون في البنتاغون أن اجتماع بروكسل سيشهد كذلك خطط تقديم الناتو المساعدة للقوات العراقية التي لا تزال تقود معارك مع المتطرفين. ومن المتوقع أن يتخذ الحلف قرارا بهذا الشأن في يوليو/تموز القادم.
المصدر: "تاس"