وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده بوتين ونظيره الفنلندي ساولي نينيستو بعد محادثات أجرياها الثلاثاء 16 يونيو/حزيران بضواحي موسكو، أشار بوتين إلى أن تطبيق اتفاقات مينسك أمر لا بديل عنه مهما كان صعبا، وأن روسيا تعتبرها عادلة ومتزنة.
بوتين: الأولوية للتسوية السياسية
وقال الرئيس الروسي إن الأهم لوقف النزاع في جنوب شرق أوكرانيا هو التسوية السياسية بين الطرفين، مضيفا أن التسوية مرتبطة بإضفاء تعديلات على دستور البلاد، تمنح شرق أوكرانيا حكما ذاتيا.
هذا وأعاد بوتين إلى الأذهان بنودا أخرى من اتفاقات مينسك، منها إعلان العفو عن بعض الأشخاص في شرق البلاد، وتنفيذ تشريعات تمنح منطقة دونباس وضعا قانونيا خاصا، إلى جانب تبني قانون عن انتخابات محلية وإدارة ذاتية هناك، ورفع الحصار الاقتصادي عن المنطقة.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تؤثر قدر الإمكان على أحد طرفي النزاع المسلح في أوكرانيا، هو جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان المعلنتان من جانب واحد في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا).
وذكر بوتين بهذا الخصوص أن موقف دونيتسك ولوغانسك شهد تطورا ملحوظا وهما الآن مستعدتان لخوض مفاوضات حول جميع بنود اتفاقات مينسك.
وبهذا الخصوص تساءل الرئيس الروسي قائلا: لماذا لا تمارس الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تأثيرا مماثلا على الطرف الآخر للنزاع، أي سلطات كييف؟
بوتين: نشر الدرع الصاروخية تهديد أكثر خطورة من تصريحات الغرب حول الأسلحة في أوروبا
وفي تطرقه إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة حول إمكانية نشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا، قال بوتين إنه لا يرى في الوقت الحالي سببا لقلق شديد بهذا الخصوص، واصفا هذه التصريحات بمجرد "إشارات سياسية" موجهة لروسيا من قبل واشنطن وحلفائها.
وأشار إلى أن منظومة الدرع الصاروخية التي يجري نشرها حاليا هو الذي يثير قلق موسكو الحقيقي.
وذكر أنه يرى رد موسكو على هذا الإجراء أمرا مشروعا، لأنه "إذا هدد أحد أراضي روسيا، فعليها أن توجه قواتها الضاربة إلى تلك الأراضي التي يأتي منها التهديد"، مضيفا أن "الناتو هو الذي يقترب من حدودنا وليس العكس".
أما فنلندا فشدد بوتين أن روسيا لا تمثل أي خطر على أمنها، معتبرا أن "الضمان الأفضل لأمن فنلندا هو حيادها".
نينيستو: التسوية في أوكرانيا ستؤدي إلى تحسين العلاقات بين روسيا والغرب
من جهته أعرب الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو عن ضرورة أن يبذل جميع الأطراف قصارى جهدها لإحلال السلام في أوكرانيا، ما سيسفر عن رفع التوتر الحالي بين روسيا والغرب.
وذكر نينيستو أن الوضع الدولي الحالي أثر تأثيرا سلبيا مباشرا على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا وبلده، مضيفا أن حل الأزمة الأوكرانية سيمكن روسيا وفنلندا من العودة إلى مؤشرات سابقة.
هذا ولفت الرئيس الفنلندي إلى وحدة موقف البلدين فيما يتعلق بسبل تسوية الأزمة في أوكرانيا عبر التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك.
وعبر نينيستو عن ارتياحه لمواصلة عمل مجموعة الاتصال حول أوكرانيا والفرق الفرعية التابعة لها، وأن روسيا وفنلندا تشاركان بشكل فعال في نشاطات منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من الثلاثاء أجرى الرئيسان الروسي والفنلندي محادثات تناولت بعض جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الدولية الملحة.
وقبل اللقاء الذي جرى في مقر الرئاسة الروسية بضواحي موسكو قال بوتين إنه يتمنى أن يبحث مع نظيره موضوع تدهور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا وفنلندا وسبل تجاوز هذه الظاهرة السلبية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن اللقاء يعتبر فرصة لبحث "القضايا الدولية والعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي عامة، والأزمات التي تثير قلقنا جميعنا".
من جهته اعترف ساولي نينيستو بأن ما يقلقه بالدرجة الأولى هو "الوضع في أوكرانيا وتعثر اتفاقات مينسك". وأضاف أن "لهذا الوضع تبعات جدية بالنسبة للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، كما وله تأثير معين على مؤشرات التعاون التجاري والاقتصادي" بين الطرفين.
تعليق مراسلنا في موسكو
تعليق قسطنطين سوكولوف نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية
تعليق المحلل السياسي مختار كامل
المصدر: وكالات روسية