ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس كتلة الحزب الشيوعي في مجلس مدينة أوديسا ألكسندر بارادوفسكي وصفه للحادثة بأنه عملية استيلاء ووضع يد على المقر، في حين ادعى المسيطرون على المقر أنهم يحرسون المبنى بناء على تصريح من صاحبه.
وأوضحت صحيفة "تايمير" أن عناصر الجماعات المتطرفة فتشوا المبنى، وأحرقوا محتويات تحمل شعارات شيوعية، وغادر قسم منهم المكان في ساعة متأخرة من الليل، فيما بقيت مجموعة منهم داخله بحجة حراسته.
وكان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو وقع في وقت سابق من العام الجاري قانون "اجتثاث الشيوعية" ونص على إدانة الأنظمة الشيوعية والاشتراكية الوطنية الشمولية وحظر الدعاية للرموز السوفيتية.
و"القطاع الأيمن" حركة أوكرانية قومية متطرفة، شارك مسلحوها في فبراير عام 2014 في صدامات مع رجال الشرطة وفي احتلال مقرات حكومية، كما شاركوا منذ أبريل من نفس العام في محاولات إخماد الاحتجاجات في شرق البلاد.
وعدت المحكمة العليا في روسيا الاتحادية في نوفمبر عام 2014 هذه الحركة منظمة متطرفة وحظرت نشاطها في الأراضي الروسية، وأدرج التنظيم بداية العام الجاري في قائمة المنظمات المحظورة في روسيا، وسبق ذلك فتح قضية جنائية ضد قائد هذه الحركة دميتري ياروش بتهمة التحريض على الإرهاب.
وفي وقت سابق، قال مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف إنه يجب على الولايات المتحدة أن تعي أن النازية الجديدة متغلغلة في جميع مؤسسات السلطة في كييف.
وكتب دولغوف على حسبه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تعليقا على حظر الكونغرس الأمريكي مساعدة كتيبة النازية الجديدة "آزوف" بأوكرانيا جاء فيه "حان الوقت لتدرك واشنطن أن النازية الجديدة متغلغلة في جميع مؤسسات السلطة والمؤسسات العسكرية والأمنية في كييف".
كما عبّر الدبلوماسي الروسي في أبريل الماضي عن استغراب موسكو من شغل أشخاص، ارتكبوا جرائم، مقاعد في البرلمان الأوكراني، لافتا إلى أن "أوكرانيا أصبحت ميدانا لنشاطات القوميين المتشددين والمتطرفين والنازيين الجدد. لقد انتقل هؤلاء من النظرية إلى الممارسة، أي من إظهار رؤيتهم الداعية إلى كراهية البشر إلى قتل آلاف من المواطنين المسالمين في جنوب شرق أوكرانيا".
وأكد دولغوف أن الكثير من المتشددين يشغلون حاليا مناصب حكومية في أوكرانيا، ومن بينهم دميتري ياروش، زعيم منظمة "القطاع الأيمن"، وهي "بلا شك منظمة نازية جديدة"، والذي تم تعينه مؤخرا مستشارا للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، مضيفا أن "قادة ما تسمى بكتائب المتطوعين التي اقترفت جرائم في جنوب شرق البلاد، يجلسون الآن في البرلمان الأوكراني".
من جهة أخرى، شددت الخارجية الروسية في أبريل الماضي على أن كييف تحت ستار مكافحتها للماضي الشيوعي تفرض أساليب شمولية لقمع الحركات والأحزاب غير المرغوب فيها.
المصدر: وكالات