يأتي ذلك في وقت تشتد فيه شوكة تنظيم داعش على الأرض الليبية، وعلى وقع ذلك يعكف فرقاء الساسة على إيجاد مخرج لإنهاء الصراع.
فبالتزامن مع مباحثات الصخيرات، شهدت العاصمة الألمانية برلين جلسة حوار بين طرفي النزاع الليبي، بحضور ممثلين عن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وآخرين عن الاتحاد الأوروبي.
كشف وزير الخارجية الألماني أن المبعوث الأممي برناردينو ليون طرح مقترحا يدعو طرفي النزاع لتقديم تنازلات مؤلمة، كما أكد شتاينماير استعداد أوروبا لمساعدة ليبيا في إعادة البناء.
المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون قدم خلال مباحثات الصخيرات مسودة رابعة لملامح حكومة وحدة شملت عدة نقاط أبرزها :
- أن يقود الحكومة رئيس وزراء له نائبان
- ألا يكون رئيس الحكومة حاملا لأي جنسية أجنبية
- أن تقدم التشكيلة الوزارية خلال مدة أقصاها شهر من وقت إقرار الاتفاق
-كما تتولى حكومة الوحدة السلطة التنفيذية في البلاد
- ويتم منحها صلاحيات في تمثيل الدولة في علاقتها الخارجية
- ويكون لها حق إصدار القوانين التي يقرها مجلس النواب
كما اقترح ليون أن يكون مجلس النواب المنتخب، الكيان التشريعي الوحيد مع تأسيس مجلس دولة استشاري من مئة وعشرين عضوا من برلمان طرابلس، وهو أمر أثار حفيظة الفريق الآخر في طبرق.
ومع تواصل الحوار، يتمدد الإرهاب، فتنظيم داعش الذي بسط نفوذه على مدينة سرت الساحلية، بات يزحف نحو الغرب باتجاه مصراته، وفي شمال شرق البلاد يخوض التنظيم معارك طاحنة في درنه للمحافظة على معسكره المتنامي هناك والذي يقول مراقبون إنه مركز تدريب وتجنيد للمقاتلين ومقر للقيادات.
استراتيجية تمدد داعش المتجهة نحو الغرب الليبي، تصنفها قراءات متعددة في السعي للوصول إلى العاصمة طرابلس وهو أمر يسهل له فيما بعد الاقتراب من حدود دول الجوار، تونس والجزائر.
بان القلق الإقليمي من حصول التنظيم على موطئ قدم في دول الجوار جليا في تصريحات وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني خلال القمة الاستثنائية لوزراء دفاع خمسة زائد خمسة لدول غرب المتوسط.
كما أكد الحرشاني أن بروز تنظيمات إرهابية يشكل تحديا أمنيا في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، كما أشار الوزير التونسي إلى أن تنظيم داعش يمثل خطرا حقيقيا على أمن المنطقة المغاربية والعربية.
شيئا فشيئا، يتعاظم خطر داعش المنطلق من الأرض الليبية، ففصول الصراع قد تأخذ منحا آخر إذا استمر العقم السياسي.
التفاصيل في التقرير المرفق