مباشر

محطات مفصلية من الحرب الوطنية العظمى

تابعوا RT على
يحتفل الشعب الروسي في 9 مايو/أيار كل عام بعيد النصر على النازية ، فيما يصادف يوم 22 يونيو/حزيران في روسيا ذكرى بدء الحرب الوطنية العظمى ضد الغزو النازي للاتحاد السوفيتي.

وتطلق هذه التسمية على الحرب التي استمرت على مدى أربعة أعوام، في الفترة المحددة في التاريخ السوفيتي، والآن في التاريخ الروسي، بين 22 يونيو/حزيران 1941 و9 مايو/أيار 1945.

ففي 22 يونيو/حزيران عام 1941 بلغت الحرب العالمية الثانية حدود الاتحاد السوفيتي.

استعدادات المانيا للحرب ضد الاتحاد السوفيتي

في صيف عام 1940 بدأت المانيا النازية بعد هزيمة فرنسا بالاستعدادت المباشرة لشن الحرب ضد الاتحاد السوفيتي. وكانت الخطة العامة "أوست" لأستعمار اراضي اوروبا الشرقية تتضمن ابادة واستنزاف وتحويل الشعوب القاطنة هناك الى عبيد للرايخ.

وخطط لأبادة حتى مليون شخص في الاراضي المحتلة من السكان المدنيين والعسكريين وترحيل حوالي 50 مليون شخص من ابناء مختلف الشعوب على مدى 30 عاما الى غرب سيبيريا وشمال القوقاز وجنوب امريكا وافريقيا. اما بقية السكان فكان الهتلريون يعولون على استعبادهم وتحويلهم الى قوى عاملة رخيصة من اجل 10 ملايين شخص من المستوطنين الالمان. وكان المقرر ان تقسم الاراضي الروسية الى مناطق ادارية وسياسية منفصلة لها هيئات ادارية خاصة بها وتتم فيها تصفية الروس كشعب موحد. علما بأنه كان المقرر ان يتم القضاء على المثقفين كليا وتصفية مؤسسات التعليم المتوسطة والعالية وتقليص المواليد بصورة مصطنعة.

وتضمنت خطة "بارباروسا" ( الاسم الرمزي لخطة حرب ألمانيا النازية ضد الاتحاد السوفيتي) شن هجوم خاطف على القوى الاساسية للجيش الاحمر غربي نهر الدنيبر ودفينا الغربية ومن ثم بلوغ خط ارخانجلسك – الفولجا – استراخان.

وكان من المفترض ان تكسب الحرب في غضون 2 – 3 أشهر(" بليتسكريغ"). بيد أن هذه الخطة قد أحبطت، وتواصلت الحرب على مدى اربعة اعوام تقريبا وانتهت باستسلام المانيا الفاشية. لقد حدث ذلك بالرغم من ان العدو كان في بداية الحرب يتفوق على القوات السوفيتية من حيث عدد الافراد – ب 1.8 مرة ،ومن حيث عدد الدبابات المتوسطة والثقيلة – ب 1.51 مرة ،ومن حيث عدد الطائرات الحربية المختلفة الاصناف – ب 2.3 مرة ، ومن حيث المدافع والهاونات – ب 2.15 مرة .

وعلاوة على ذلك كانت توجد تحت تصرف المانيا الموارد الاقتصادية لجميع اوروبا الغربية المحتلة سابقا.

بدء الحرب الوطنية العظمى

في فجر 22 يونيو/حزيران عام 1941 بدأت المانيا النازية، التي انتهكت معاهدة عدم الاعتداء، العمليات القتالية ضد الاتحاد السوفيتي بصوة مباغتة بالنسبة الى القوات السوفيتية. ووجه طيرانها ضربات مكثفة الى اراضي الاتحاد السوفيتي، وبعد القصف المدفعي التمهيدي اقتحمت القوات الرئيسية للجيش الالماني الفاشي اراضي الاتحاد السوفيتي .

وفي الوقت نفسه دخلت الحرب ضد الاتحاد السوفيتي رومانيا وايطاليا ،ومن ثم في وقت لاحق فنلندا والمجر. وتكبدت قوات الدوائر العسكرية الحدودية خسائر فادحة.

وفي اليوم الاول للحرب فقد الطيران السوفيتي حوالي 1200 طائرة تم تدمير القسم الاكبر منها في المطارات قبل ان تفلح في دخول المعركة. وأبدت القوات السوفيتية بطولة وجرأة وتفان لا نظير له. كما ان هجماتها المضادة كبدت العدو خسائر جسيمة وأوقفت لمدة اسبوع تقريبا زحفه في الاتجاه الجنوبي-الغربي . ودخل الدفاع عن قلعة بريست التاريخ بصفته نموذجا للروح الوطنية وبطولة المقاتلين الذين صمدوا طوال شهر تقريبا امام هجمات فرقة المانية يبلغ عدد افرادها الآف الجنود والضباط. لكن لم يتسن ايقاف العدو. وقام العدو في خلال 3 اساسبيع باستغلال تفوقه في الدبابات والطائرات باحتلال اراضي لاتفيا وليتوانيا وقسما كبيرا من اوكرانيا وبيلوروسيا ومولدافيا.

وبنتيجة العمليات القتالية في صيف وخريف عام 1941 ألحق الجيش الالماني خسائر جسيمة بالقوات السوفيتية مستغلا تفوقه في الدبابات والطائرات . وأفلح في فرض الحصار من البر على لينينغراد ( تسمى المدينة اليوم بطرسبورغ) وفي بلوغ المشارف القريبة من موسكو والاستيلاء على قسم كبير من الدونباس والزحف نحو روستوف.

وعموما فقد الاتحاد السوفيتي المناطق الاقتصادية الهامة التي كان يقطن فيها قبل الحرب ما يربو على 40 بالمائة من السكان وينتج فيها 68 بالمائة من الحديد الزهر و58 بالمائة من الصلب و60 من الالمنيوم و38 بالمائة من الحبوب ويستخرج فيها 63 بالمائة من الفحم. وفرض الغزاة الالمان الفاشست نظاما إرهابيا في الاراضي المحتلة بغرسهم ما يسمى " النظام الجديد". ووضعت بمصاف سياسة الدولة في المانيا النازيةاعمال الابادة الجماعية للعسكريين والنهب المنظم لثروات الشعب وقمع اية أفعال مقاومة بلا هوادة واحتجاز الرهائن.

وتجسدت طرائق تنفيذ خطة " أوست" بأعدام حوالي 100 ألف مواطن سوفيتي في بابي يار في كييف ، والابادة المنظمة لالآف المواطنين السوفيتي في معسكرات الموت في اوسفينتسيم ومايدانيك (بولندا) وسلاسبيلسا( لاتفيا) وكثير من المراكز الاخرى والآف معسكرات الاعتقال وتدمير مناطق كاملة في بيلوروسيا وإحراق البشر ، وهم أحياء في قرى كاملة في مناطق سمولينسك ومقاطعة لينينغراد والدونباس وكيرتش ، وممارسة تكتيك " الأرض المحروقة" لدى الانسحاب.

وجرى إعدام الشيوعيين والانصار واليهود والغجر قبل غيرهم في الأراضي المحتلة. لكن بالرغم من العواقب الوخيمة لهجمات القوات الالمانية الفاشية فأن النتيجة الرئيسية للعمليات العسكرية في صيف وخريف عام 1941 كانت تتثمل في إحباط الحسابات الاستراتيجية الاولية للأركان العامة الألمانية في إلحاق الهزيمة السريعة بالقوات السوفيتية.

وانجرت الجيوش الالمانية النازية الى معارك طويلة وتم ايقافها لأول مرة في الحرب العالمية الثانية في الاتجاهات الرئيسية عند لينينغراد وموسكو وروستوف. واستطاع الجيش الأحمر ان يستنزف قوى العدو ويقوض قدرته القتالية بالرغم من الخسائر الكبيرة ويكسب الوقت ويهيئ الظروف من أجل الانتقال الى الهجوم المضاد.

ولم يفقد المحاربون السوفيت في الجبهة والناس السوفيتيون في المؤخرة روحهم المعنوية. وجرت التعبئة في ظروف تصاعد الروح الوطنية. وفي أول يوليو/تموز تم تجنيد 5.3 مليون شخص. وتشكلت المقاومة الشعبية. وهب الناس للدفاع عن مدنهم من ضربات طيران العدو بمشاركتهم بنشاط في فصائل الدفاع الجوي المحلية.

وبدأ منذ الايام الاولى للحرب النضال البطولي للشعب في مؤخرة القوات الالمانية النازية. وأصبحت حركة الانصار حركة شعبية عامة. وفي نهاية عام 1941 كان ينشط في مؤخرة العدو حوالي 3500 فصيلة ومجموعة من الأنصار. ونظرا لوجود خطر على المناطق الاقتصادية الهامة تم إجلاء حوالي 2000 مؤسسة صناعية كبيرة من غرب البلاد الى شرقها الى مناطق ما وراء الفولغا والأورال وغرب سيبيريا وكازاخستان وآسيا الوسطى.

وفي المؤخرة أعيد تشغيل الكثير من المصانع والمعامل في أواخر عام 1941 لتلبية احتنياجيات الجبهة.

معركة الدفاع عن موسكو

كبدت القوات السوفيتية في معركة الدفاع عن موسكو، التي استمرت من سبتمبر/ايلول عام 1941 وحتى ابريل/نيسان عام 1942، كبدت جيش المانيا النازية الهزائم لأول مرة في الحرب العالمية الثانية كلها ، وبددت الاسطورة حول كونه جيشا لا يقهر. ولعبت معركة الدفاع عن موسكو دورا عظيما في نتيجة الحرب. وأحبطت كليا خطة " الحرب الخاطفة " الهتلرية. وانتزعت القوات السوفيتية بعدها المبادرة الاستراتيجية من العدو.

وفي ربيع عام 1942 تحول الجيش الأحمر الى الدفاع من أجل تثبيت نجاحات الهجوم الشتوي. وحقق الاتحاد السوفيتي في هذا العام نجاحات كبيرة على الصعيد الدولي. فبحلول صيف عام 1942 بلغ عدد اطراف التحالف المعادي للفاشية 28 بلدا. وفي 26 مايو/أيار عام 1942 وقع الاتحاد السوفيتي وبريطانيا معاهدة التحالف في الحرب ضد ألمانيا النازية واعوانها في أوروبا، والتعاون والمساعدة المتبادلة بعد الحرب.

وفي 11 يونيو/حزيران عام 1942 وقعت الاتفاقية السوفيتية – الامريكية حول المساعدة المتبادلة " في خوض الحرب ضد العدوان" ،وتم الاتفاق بصورة تامة على تشكيل الجبهة الثانية في أوروبا في عام 1942. 

معركة ستالينغراد 

تعتبر معركة ستالينغراد من أعظم معارك الحرب العالمية الثانية التي حقق فيها الشعب السوفيتي وقواته المسلحة نجاحا باهرا. واستمرت المعركة من مايو/ايار عام 1942 وحتى فبراير/شباط عام 1943. وبدأت قوات الجبهة الجنوبية – الغربية وجبهة الدون الهجوم المضاد في ستالينغراد (اسم المدينة حاليا فولغاجراد) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1942 ، وفي اليوم التالي بدأت الهجوم قوات جبهة ستالينغراد. واخترقت القوات السوفيتية جبهة العدو وزحفت في اتجاهين متلاقيين، وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني احكمتا طوق الحصار على قوات العدو. وفي سياق العملية دمرت قوات الجبهات الثلاث 12 فرقة للعدو وطوقت 22 فرقة و160 وحدة منفردة. ووقع في الأسر 91 ألف عسكري ألماني وعلى رأسهم الفيلدمارشال فريدريك باولوس قائد قوات المجموعة المحاصرة. لقد اكتسب النصر في ستالينغراد أهمية دولية كبيرة. واضطرت تركيا واليابان الى التخلي عن نواياهما في الهجوم على الاتحاد السوفيتي. (المزيد من التفاصيل عن معركة ستالينغراد على موقعنا).

قوس كورسك (معركة كورسك) 

تعرف معركة كورسك التي استمرت 49 يوما ، من 5 تموز/يوليو الى 23 آغسطس/آب عام 1943، ايضا بأسم "معركة قوس كورسك"، وتعتبر كذلك من المعارك الرئيسية في الحرب العالمية الثانية. وفي اثناء المعارك الدفاعية في تموز/يوليو صدت قوات الجبهة الوسطى وجبهة فورونيج هجوم القوات الالمانية من مجموعتي جيوش " الوسط" و" الجنوب" واحبطت محاولة العدو لتطويق القوات السوفيتية وتدميرها في منطقة كورسك ، وفي أغسطس/ آب شنت القوات السوفيتية هجوما معاكسا وهزمت 30 فرقة للعدو وحررت مدن اوريول وبيلغورود وخاركوف. وهيأ ذلك الظروف المناسبة من اجل بدء القوات السوفيتية للهجوم العام الصيفي – الخريفي في أغسطس/آب – سبتمبر/ايلول عام 1943 في جبهة طولها ألفي كيلومتر.

تحرير الاتحاد السوفيتي واوروبا

لقد ساعدت انتصارات الجيش الاحمر في عام 1943 على تصاعد مقاومة فصائل الانصار التي اصبحت عاملا استراتيجيا هاما. وفي نهاية عام 1943 كان يحارب في المناطق المحتلة حوالي 250 ألف شخص من رجال المقاومة الشعبية (الأنصار المنتقمين للشعب). لقد هيأ سحق المجموعات الضاربة للعدو على الجبهة السوفيتية – الالمانية الظروف المواتية من اجل الاسراع في فتح الجبهة الثانية في اوروبا الغربية عن طريق انزال قوات حلفاء الاتحاد السوفيتي في فرنسا. لكن القيادة الانجلو-امريكية لم تف بوعودها وواصلت جرجرة موعد افتتاح الجبهة الثانية واكتفت بالتحرك ببطء في ايطاليا التي احتلت في سبتمبر/ايلول عام 1943.

وتم في مؤتمر طهران الذي عقد في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني – بداية ديسمبر/كانون الأول عام 1943 الاتفاق بين قادة الدول الكبرى الثلاث( الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة) بشأن خطط ومواعيد العمليات المشتركة لألحاق الهزيمة بالعدوالألماني. وتقوت حركة المقاومة في البلدان المحتلة في اوروبا. وكانت مهام الجيش السوفيتي الاحمر في عام 1944 تشمل تحرير الاراضي السوفيتية بصورة كاملة من الغزاة وتنفيذ العماليات القتالية خارج حدود الاتحاد السوفيتي وتقديم المساعدة الى شعوب اوروبا في التخلص من النير النازي وسحق ألمانيا الهتلرية بالاشتراك مع الحلفاء وإرغامها على الاستسلام بدون قيد او شرط.

وبدأت الحملة الشتوية في عام 1944 بخوض معركة هائلة على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر في اوكرانيا. وأسفر هذا الهجوم الذي تواصل في ظروف الاوحال في الطرق ووعورتها ( وكان ذلك مفاجأة تامة بالنسبة للقوات الالمانية الفاشية) عن سحق اكبر مجموعة للعدو في الجناح الجنوبي للجبهة السوفيتية – الالمانية، وأدى الى تحرير قسم كبير من اوكرانيا. وبلغت القوات السوفيتية حدود الأتحاد السوفيتي الغربية عند سفوح جبال الكاربات ودخلت اراضي رومانيا.

وجرى في آن واحد مع الهجوم على الضفة اليمنى للدنيبر في اوكرانيا شن هجوم عند اطراف لينينغراد ونوفغورود حيث زحفت القوات لمسافة 220 – 280 كيلومترا وحررت جميع مقاطعة لينينغراد وقسما من مقاطعة كالينين من الغزاة الالمان الفاشست. وانتهت الملحمة البطولية للينينغراد المحاصرة. أما في جنوب البلاد فقد نفذت القوات السوفيتية عملية القرم في عام 1944 (8 ابريل/نيسان – 12مايو/أيار) التي سحق فيها الجيش الالماني السابع عشر وتم تحرير شبه جزيرة القرم، مما حسن كثيرا الوضع على الجناح الجنوبي للجبهة السوفيتية – الالمانية وظروف مرابطة اسطول البحر الاسود السوفيتي.

لقد أدى سعي الولايات المتحدة وبريطانيا الى استباق الجيش الأحمر في تحرير بلدان أوروبا إلى إرغامهما على التخلي عن سياسة جرجرة موعد افتتاح الجبهة الثانية في اوروبا. وفي 6 يونيو/حزيران عام 1944 نزلت القوات الامريكية والبريطانية على الساحل الشمالي لفرنسا. لكن هذا لم يؤد الى حدوث تغيير كبير في مجموعة القوات المسلحة الالمانية. وبقيت الجبهة السوفيتية – الالمانية كالسابق بصفتها الجبهة الحاسمة. اختتمت الحملة الصيفية – الخريفية بهزيمة القوات الفنلندية المتحالفة مع المانيا. واضطرت الحكومة الفنلندية الى بدء مفاوضات الهدنة التي عقدت في 19 سبتمبر/ايلول عام 1944 .

ووجه الجيش الاحمر ضربته الرئيسية في صيف عام 1944 في بيلوروسيا. ونفذت العملية القوات النظامية وفصائل الانصار التي وجهت ضربات موجعة الى العدو من المؤخرة. وقام بتنسيق العمليات في الجبهات مارشالا الاتحاد السوفيتي غيورغي جوكوف والكسندر فاسيليفسكي. وفي سياق عملية بيلوروسيا سحقت القوات السوفيتية مجموعة جيوش "الوسط" التي كانت من اقوى مجموعات قوات العدو.

وفي النتيجة حرر الجيش الاحمر بيلوروسيا وقسما كبيرا من ليتوانيا والقسم الشرقي من بولندا. (المزيد من التفاصيل عن تحرير بيلوروسيا من القوات الالمانية وعملية "باغراتيون" على موقعنا).

لقد خلق الهجوم الناجح في بيلوروسيا الظروف المناسبة من اجل تنفيذ العمليات الهجومية الاخرى. وفي يوليو/تموز – أغسطس /آب تم تحرير شرق مناطق البلطيق. وألحقت قوات الجبهة الاوكرانية الاولى في يوليو/تموز-أغسطس/آب عام 1944 الهزيمة بمجموعة الجيوش الالمانية الفاشية وحررت المقاطعات الغربية من اوكرانيا والقسم الجنوبي – الشرقي من بولندا.

وفي أواخر أغسطس/آب اندلعت في سلوفاكيا الانتفاضة الوطنية السلوفاكية في عام 1944 . ووجه الهتلريون القوات النظامية ضد الثوار. وبغية تقديم المساعدة الى الوطنيين السلوفاكيين، وبقرار من الحكومة السوفيتية، اصدرت قيادة الاركان العامة السوفيتية الأمر الى قوات الجبهتين الاوكرانيتين الاولى والرابعة بأجتياز جبال الكربات والزحف لمساعدة الثوار. وفي خلال هذه العملية بدأ تحرير تشيكوسلوفاكيا في 6 اكتوبر /تشرين الاول عام 1944 من قبل المحاربين السوفيت ولواء الجيش التشيكوسلوفاكي بقيادة الجنرال سفوبودا. 

وسرعان ما تم تحرير مولدافيا أيضا.

استسلام المانيا

سعت القيادة الالمانية – الفاشية حين واجهت خطر الهزيمة الاكيدة إلى احداث انقسام في صفوف الائتلاف ضد الفاشية وإلى عقد اتفاق صلح منفرد مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد ساعدت الانتصارات الباهرة للقوات المسلحة السوفيتية على نجاح مؤتمر القرم (4 – 11 فبراير/شباط عام 1945) الذي عقده زعماء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا وتم فيه الاتفاق بشأن القضايا المتعلقة بإختتام هزيمة المانيا وكيفية وضعها بعد الحرب. وحددت أسس حل مشاكل اوروبا المحررة.

كما تم الاتفاق على دخول الاتحاد السوفيتي الحرب ضد اليابان بعد 2 – 3 أشهر من انتهاء الحرب في اوروبا. لكن وجب على القوات السوفيتية ان تختتم تحرير بلدان شرق وجنوب - شرقي اوروبا. وكان المقرر ان يشن الهجوم في 20 يناير/كانون الثاني عام 1945.

لكن قوات المانيا النازية بدأت في ديسمبر/كانون الثاني الهجوم في جبال اردان ووضعت القوات الانجلو- امريكية في وضع حرج. وطلب ونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا في 6 يناير/كانون الثاني عام 1945 من يوسف ستالين القائد الاعلى السوفيتي، راجيا تقديم المساعدة. وبالرغم من عدم الاستعداد التام للقوات والظروف المناخية السيئة قررت القيادة العسكرية العليا السوفيتية استحثاث القيام بالهجوم. في أواخر ابريل/نيسان ومطلع مايو/أيار عام 1945 جرت معارك ضارية من اجل الاستيلاء على برلين.

وفي 30 ابريل/نيسان استولت القوات السوفيتية على مبنى الرايخستاغ الالماني ورفعت فوقه راية النصر الحمراء. كان اختتام عملية برلين يعني الهزيمة النهائية لألمانيا الفاشية وقواتها المسلحة.

وفي 8 مايو/أيار عام 1945 وقع ممثلو القيادة العليا الالمانية في ضواحي برلين وثيقة استسلام المانيا بلا قيد او شرط.

المصدر: " RT "


هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا