وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال اجتماع قيادة جهاز الأمن الفيدرالي إن عددا من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة الأخرى، يقاتلون في عدد من النقاط الساخنة بالعالم، ومنهم من يقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا وفي دول أخرى أيضا. وحذر من احتمال استخدام هؤلاء المقاتلين لاحقا ضد روسيا أو جيرانها.
ودعا الرئيس إلى اتخاذ إجراءات إضافية لقطع صلات الإرهابيين الدولية ومصادر التمويل الخاصة بهم، ومنعهم من دخول أراضي روسيا أو (في حال وجودهم في داخل البلاد) من المغادرة والتنقل ما بين الأقاليم الروسية، بما في ذلك جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبل بصفتهما كيانين إداريين جديدين في قوام الاتحاد الروسي.
وشدد بوتين على ضرورة تكثيف الإجراءات الاحترازية المضادة للنزعات الإرهابية والراديكالية والمتطرفة، مع التركيز في هذا العمل على أوساط الشباب والمهاجرين والفئات المهمشة. ودعا إلى إشراك المنظمات الاجتماعية والدينية ذات السمعة في هذا العمل، وزيادة مستوى التنسيق بين مختلف فروع الاستخبارات والأجهزة الأمنية، وتوسيع استخدام مختلف الأساليب والوسائل في هذا المجال، بما في ذلك أحدث التقنيات المعلوماتية.
بوتين: يجب القضاء نهائيا على العصابات المسلحة في روسيا
أشاد الرئيس بالجهود الفعالة التي يبذلها جهاز الأمن الفيدرالي لمحاربة الإرهاب، ودعا إلى العمل بثبات من أجل القضاء على العصابات المسلحة.
وقال: "خلال الفترة الماضية برزت نزعات إيجابية في مجال محاربة الإرهاب. إن عدد الجرائم ذات الدوافع الإرهابية المرتبكة في عام 2014 أقل بـ2.6 مرة مقارنة مع عددها في عام 2013. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الديناميكية خلال السنوات الخمس الماضية، فسنرى أن العدد الإجمالي لتلك الجرائم تراجع إلى التسع".
بوتين: إننا لن نرضخ للضغوط الخارجية
ذكر الرئيس الروسي أن الوضع في العالم شهد خلال العام الماضي تصعيدا ملحوظا. واعتبر أنه في مثل هذه الظروف، يجب على روسيا ألا ترضخ للضغوط الخارجية. وأعرب عن ثقته بأن الوضع في محيط روسيا لن يتحسن إلا في حال أصبحت البلاد أقوى.
وأوضح: "(خلال العام الماضي) رأينا تنامي التوتر في الشرق الأوسط وفي عدد من مناطق العالم الأخرى، فيما أدى الانقلاب في أوكرانيا إلى اندلاع حرب أهلية في هذه البلاد". وتابع أن روسيا تبذل جهودا كبيرة من أجل المساهمة في مصالحة الطرفين وتطبيع الوضع في أوكرانيا. وأعاد إلى الأذهان أن روسيا تستقبل مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين وتبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون اندلاع كارثة إنسانية في شرق أوكرانيا.
مراسلة قناة RT:
واعتبر بوتين أن موقف روسيا هذا والسياسة المستقلة التي تتبعها يثيران انزعاجا جليا لدى"شركائها" الذين يلجأون، من أجل "ردعها"، إلى وسائل المتاحة، بدءا من محاولات عزل موسكو سياسيا والضغط الاقتصادي عليها ووصولا إلى شن حرب إعلامية واسعة النطاق واستخدام أدوات الاستخبارات.
وأعاد الرئيس إلى الأذهان في هذا السياق أن حلف شمال الأطلسي يعمل على تعزيز قوات الرد السريع التابعة له، ويبني مزيدا من البنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا. واشار إلى محاولات زعزعة التكافؤ النووي بالعالم، بما في ذلك سعي واشنطن لنشر درعها الصاروخية في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وشدد على أن خروج الولايات المتحدة بشكل أحادي من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، زعزع أسس منظومة الأمن الدولي. وذكّر أيضا بما تطوره الولايات المتحدة من منظومات قتالية حديثة، ومنها منظومة الضربة العالمية الخاطفة الجديدة نوعيا ومنظومات لإجراء عمليات قتالية في الفضاء.
لكنه شدد قائلا: "لم يتمكن أحد أبدا ولن يتمكن في المستقبل من تخويف بلادنا أو الضغط عليها. وكان لدينا دائما وسيبقى ما نرد به بشكل مناسب على كافة المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بالأمن القومي".
بوتين: إحباط نشاط 300 عميل أجنبي في أراضي روسيا العام الماضي
أشاد الرئيس الروسي بعمل الأجهزة الروسية المعنية بمكافحة التجسس والتي أحبطت في العام الماضي نشاط أكثر من 300 عميل لاستخبارات أجنبية.
وأوضح بوتين أن الحديث يدور عن 52 موظفا بالاستخبارات الأجنبية و290 عميلا لها. ودعا الرئيس الروسي إلى تحسين نظام حماية المعلومات السرية، والحيلولة دون تسريب معلومات متعلقة بتطور المؤسسات العسكرية والتقنيات الصناعية والدفاعية الروسية.
بوتين: لن نتحاور مع المعارضة الممولة من الخارج
ذكر بوتين أن الاستخبارات الغربية لا تتخلى عن محاولات استغلال منظمات غير ربحية روسية لتحقيق مصالحها، وبالدرجة الأولى من أجل تشويه سمعة السلطات الروسية وزعزعة الوضع الداخلي في البلاد.
وتابع أن تلك الاستخبارات قد وضعت مخططات لتنظيم اضطرابات في أثناء الحملات الانتخابية المخطط أن تجري في روسيا في الفترة 2016-2018.
وأضاف الرئيس أن السلطة ستراقب عن كثب مصادر تمويل المنظمات غير الربحية للكشف عن مصادر تمويل أجنبية، وستراقب أيضا مدى تطابق أنشطة تلك المنظمات مع أهدافها المعلنة.
وشدد قائلا: "إننا مستعدون للحوار مع المعارضة، وسنحتفظ بعلاقات الشراكة مع المجتمع المدني بأوسع معنى لهذه الكلمة. إننا نصغي دائما إلى أولئك الذين يقدمون انتقادات جوهرية بشأن الإجراءات التي تتخذها السلطات على جميع المستويات أو تقاعس تلك السلطات. وليس مثل هذا الحوار والشراكة مفيدين دائما فحسب، بل وهما أمران ضروريان. لكن لا معنى لإقامة حوار مع أولئك الذين يعملون بطلب من الخارج ولصالح دول أخرى غير دولتهم".
المصدر: RT + وكالات