وطلبت ليتوانيا، وهي العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماع المجلس لبحث التصعيد الجديد على خلفية قصف ماريوبل صباح السبت 24 يناير/كانون الثاني.
وكان مجلس الأمن قد فشل السبت في الاتفاق على مسودة بيان حول قصف ماريوبل بسبب معارضة روسيا لنصه.
في السياق ذاته تعقد لجنة "أوكرانيا – الناتو" أيضا اجتماعا طارئا الاثنين 26 يناير/كانون الثاني كما يلتئم الاتحاد الأوروبي هو الآخر في اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث تصعيد الوضع الأمني في أوكرانيا.
لافروف يتهم كييف بتصعيد العنف شرق أوكرانيا ويحذر الغرب من دعمها
حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كييف مسؤولية تصعيد العنف في جنوب شرق أوكرانيا، محذرا الغرب من دعم الحكومة الأوكرانية في كل خطواتها.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاثنين 26 يناير/كانون الثاني، "نرى محاولات لإجهاض العملية السلمية وكذلك محاولات تقوم بها كييف مرة تلو أخرى لقمع جنوب الشرق بالقوة"، مؤكدا أن لا آفاق لهذه المحاولات التي تسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين.
وشدد لافروف على أن موسكو ستساهم في إجراء اتصالات بين ممثلي كييف وشرق أوكرانيا خلال الأيام القريبة المقبلة، محذرا فرنسا وألمانيا وخاصة الولايات المتحدة من خطوات تعطي كييف انطباعا بأن الغرب يدعم كل أفعالها تلقائيا.
من جهة أخرى يرى وزير الخارجية الروسي أن الغرب يستغل مأساة ماريوبل لتشديد العقوبات المفروضة على روسيا.
وقال لافروف: "أود في هذا السياق تذكيركم بحادث "بوينغ" الماليزية.. فبعد يومين من إسقاطها انطلقت تصريحات تدعو إلى ضرورة تبني حزمة جديدة من العقوبات، واستثمرت تلك الكارثة فعلا لإقرار حزمة العقوبات الجديدة. والآن الوضع مشابه.. مأساة جديدة، ومزاعم جديدة تطلق دون انتظار إجراء تحقيق دقيق.. هناك محاولات جديدة لتوظيف المأساة والتحريض على تشديد سياسة العقوبات ضد الاتحاد الروسي".
ميركل تدعو بوتين إلى التأثير على ممثلي شرق أوكرانيا
وبحثت المستشارة أنغيلا ميركل تصعيد الوضع الأمني في جنوب شرق أوكرانيا هاتفيا مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيوتر بوروشينكو.
وأفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفين زايبرت الأحد 25 يناير/كانون الثاني، بأن ميركل حثت بوتين على بذل المزيد من الجهد للحيلولة دون تصعيد الوضع الأمني والتأثير في ممثلي شرق أوكرانيا من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك.
من جهة أخرى دعت ميركل الرئيس الأوكراني، إلى الالتزام باتفاقات مينسك، معربة عن تعازيها بسقوط الضحايا في قصف مدينة ماريوبل جنوب شرق أوكرانيا.
لافروف يدعو واشنطن إلى التأثير في كييف لنبذ الخيار العسكري
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا واشنطن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري إلى نفوذها على كييف لدفع الأخيرة إلى نبذ الخيار العسكري شرقي أوكرانيا.
وأشار لافروف إلى استعداد روسيا للقيام بواجبها من أجل دفع طرفي النزاع إلى حل سلمي بإدراكهما أن التقدم الواقعي قد لا تحقيق من دون حوار كييف المباشر مع دونيتسك ولوغانسك.
كما أشار إلى أن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لم يرد حتى اللحظة على رسالة للرئيس فلاديمير بوتين 15 يناير/كانون الثاني، التي دعا فيها إلى سحب الأسلحة الثقيلة عن خط المجابهة.
بوروشينكو: لا بديل عن اتفاقية مينسك
بدوره اعتبر الرئيس الأوكراني الأحد 25 يناير/كانون الثاني أن لا بديل عن اتفاقية مينسك في عملية تسوية الوضع في دونباس.
وقال خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي والدفاع "نحن لن نسمح بتقويض اتفاق مينسك، كل شيء يجب أن يستند إليه"، مؤكدا أن بلاده لن تفرض الأحكام العرفية في مناطقها الجنوبية الشرقية، وأنها ملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي في دونباس.
ومع ذلك أعلن وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك أن كييف تنشر وحدات عسكرية إضافية وتعزز قواتها في جنوب شرقي البلاد، وذلك خلافا لما تنص عليه اتفاقات مينسك.
مقتل 30 بينهم طفلان وإصابة نحو 100 آخرين في قصف ماريوبل
هذا، ولقى 30 مدنيا مصرعهم وأصيب 97 بجروح إثر قصف طال عددا من الأحياء في مدينة ماريوبل الواقعة تحت سيطرة القوات الأوكرانية جنوب شرق أوكرانيا السبت 24 يناير/كانون الثاني.
واتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية من وصفتهم بـ"الانفصاليين" بقصف المدينة الساحلية جنوب شرق أوكرانيا فيما أكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقرير صادر عنها أن الأحياء الشرقية لماريوبل قصفت من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات "دونيتسك الشعبية" شرق وشمال شرق المدينة، وهو ما نفته "دونيتسك الشعبية"، على لسان المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبي بالقول إن الأخيرة لا تمتلك مدفعية قادرة على قصف ماريوبل، مشددا على أن الجيش الأوكراني هو من قصف المدينة.
المصدر: RT + وكالات