وفي استعراضه لأهم القضايا الداخلية والخارجية التي تواجهها روسيا حاليا، قال بريماكوف في جلسة لـ"نادي ميركوري" في موسكو قبل أيام، تطرق بريماكوف إلى حادثة "شارلي إيبدو" قائلا: "لا جدال في أن حرية الصحافة تعتبر شرطا لا بد منه لبناء المجتمع الديموقراطي. لكن من قال إنه من الضروري دعم حرية نشر مواد إعلامية إذا كانت تهدف إلى إهانة مشاعر دينية والإساءة لها؟ إن الدعوات إلى إثبات حرية الصحافة عبر نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد – مثلا – تمس بمشاعر المسلمين، سواء أكانوا متدينين أو علمانيين. أما عددهم في روسيا فهو ليس بضئيل، إذ أنه يبلغ 18 مليون نسمة أو أكثر. بالطبع ليس جميعهم – بل وحتى أغلبيتهم – لا يعتنقون آراء متطرفة. لكن الدعوات المحرضة على تأجيج الهستيريا المعادية للإسلام ستؤدي لا محال إلى زيادة عدد هؤلاء منهم الذين يتطلعون إلى يفضلون الانعزال عن عملية بناء المجتمع المدني في الدول الأوروبية وفي روسيا أيضا".
بريماكوف: مكافحة الفساد جزء من مواجهة الإرهاب
ولفت بريمكوف إلى أن وجهة النظر هذه لا تمت إلى محاولة لـ"تبرئة" الإرهابيين بصلة، قائلا إن "الأعمال الإرهابية الدموية شر مطلق لا مبرر له".
وذكر الأكاديمي الروسي أن التصدي لمختلف أشكال الكراهية، ومنها كراهية الروس (روسوفوبيا) والنازية الجديدة ومعاداة السامية مسألة بالغة الأهمية، لكن "مواجهة التطرف الإسلامي مستحيلة من دون أن يشارك فيها السكان المحليين المهتمين بأن لا تكون هي مواجهة الإرهابيين فحسب، بل الفاسدين أيضا، إذ لا شك أن الفساد تعد من أبرز العوامل المؤدية إلى تنامي نسبة رافضي الطابع العلماني للدولة.
المصدر: RT