التجأ العراق إلى الأردن لإعادة بناء جيشه بعد أن تعرض لانهيار كبير ومفاجئ أمام مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية " الصيف الماضي.
وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أعرب لنظيره العراقي حيدر العبادي خلال زيارته إلى عمان في 26 أكتوبر الماضي استعداد الأردن لتأمين احتياجات العراق التدريبية، لافتا إلى أن بلاده دربت فيما سبق 63 ألف من عناصر الأمن العراقيين.
وأدى انهيار الجيش العراقي السريع أمام مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" صيف عام 2014 إلى اقتطاع هذا التنظيم لنحو 40 في المئة من الأراضي العراقية، ووصوله إلى مشارف العاصمة بغداد، إضافة إلى نزوح أكثر من مليوني عراقي.
وظهر ضعف تكوين الجيش العراقي وهشاشة عقيدته القتالية جليا عقب احكام تنظيم داعش لسيطرته على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية في 10 يونيو، حيث فرت 4 فرق عسكرية كانت مهمتها حماية المدينة من المواجهة.
ولخص رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازاني أسباب انهيار الجيش العراقي السريع بالقول " لأنه كان جيش المالكي ولم يكن جيش العراق"، موضحا أن هذا الجيش "لم يكن ولائه وطني، لأنه لم يسمح للضباط الاكفاء بقيادة الجيش، لم تكن هناك عقيدة عسكرية ممكن بناء الجيش عليها، العقيدة العسكرية هي الولاء الشخصي، وكان هناك فساد كبير جدا، وسبب سقوط الموصل يعود إلى خذلان القادة العسكريين الذين جاؤوا من بغداد على أساس أنهم يقودون العمليات، ومع أول قذيفة هاون سقطت تركوا المعسكر وهربوا، وهذا أدى إلي انهيار بقية القطاعات العسكرية".
أما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي خلف المالكي فقد كشف نهاية نوفمبر الماضي على جانب من الفساد الذي ينخر الجيش العراقي حين اعلن عن وجود 50 ألف جندي وهمي في مؤسسة بلاده العسكرية.
مسؤول عسكري أريكي شخص وضع المؤسسة العسكرية العراقية في الوقت الراهن بالقول "إن القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات محدودة على تنظيم الدولة الإسلامية لكنها بحاجة إلى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية أوسع نطاقا حتى بدعم جوي من التحالف الدولي. لا يزالوا غير قادرين على القيام بذلك قبل أشهر".
وتعود الجذور الحقيقية لضعف المؤسسة العسكرية العراقية الحالية وهشاشتها إلى قرار بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق بعد احتلاله والقاضي بحل القوات المسلحة العراقية وأجهزة الشرطة والأمن بذريعة أنها موالية لنظام صدام حسين.
قرارات يؤكد الخبراء أنها أججت العنف في البلاد بما في ذلك الطائفي منه، حيث فقد مئات الآلاف من العراقيين مصدر رزقهم، ما دفع الكثير منهم إلى الانضمام إلى التنظيمات المسلحة المختلفة لتتواصل بذلك دوامة العنف دورانها الذي لم يتوقف حتى الآن.
المصدر: RT + وكالات