هاجس الفساد يدفع بأوكرانيا لتعيين وزراء أجانب في الحكومة
تعتقد كييف أن تعيين مسؤولين بعقلية غربية في المناصب الحكومية سيجنبها موجة الفساد التي تجتاح البلاد.
ووافق البرلمان الأوكراني على تشكيلة الحكومة الجديدة التي احتفظ فيها بعض الوزراء الرئيسيين مناصبهم، وعلى وجه التحديد وزير الخارجية بافيل كليمكين ووزير الدفاع ستيبان بولتوراك ووزير الداخلية أرسين أفاكوف.
وقام الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بخطوة غير مسبوقة، حيث منح عدة شخصيات أجنبية الجنسية الأوكرانية لتمكينهم من التربع على مناصب وزارية في الحكومة.
وتولى الجورجي ألكسندر كويتاشويلي منصب وزير الصحة، والأمريكية من أصول أوكرانية ناتاليا ياريسكو منصب وزيرة المالية، والليتواني آيواراس آبروماويتشوس وزيرا للتنمية الاقتصادية والتجارة.
وكان من المفترض أن يكون الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي من بين تلك الشخصيات، إلا أنه رفض الجنسية الأوكرانية لعدم موافقته على التخلي عن الجنسية الجورجية.
جاء ذلك في إطار جهود يبذلها البرلمان لتشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا.
وشهدت أوكرانيا انتخابات برلمانية قبل أكثر من شهر، وتلاها تشكيل ائتلاف حاكم في البرلمان يتكون من 5 أحزاب وأطلق عليه اسم "أوكرانيا الأوروبية"... تسمية تتحدث عن واقعها، ومن المفترض أن يقود هذا الثلاثي الأجنبي كييف نحو الفضاء الغربي الذي ربما لا يريد ضم أوكرانيا إلى أحضانه في ظل صراع يشتت أوصال البلاد.
في جميع الأحوال تقول الأنباء الواردة من أوكرانيا إن الأجانب الذين تعلق كييف الآمال عليهم سيحصلون على رواتب تقدر بـ80 ألف دولار... مبلغ لن يفكر المواطن الأوكراني البسيط بمصادره وهو يبحث عن الدفء في فصل الشتاء وسط معاناة بسبب نقص كميات الغاز في البلاد، رغم أنه سيتحمل الفاتورة كاملة.
تواجه أوكرانيا موجة كبيرة من الفساد خصوصا في ظل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد والصراع في جنوب شرق أوكرانيا. وتثير قرارات الرئيس الأوكراني تعيين المواطنين الأجانب شكوكا كبيرة حيال الأوضاع هناك، إذ تكشف ضعف ثقة بوروشينكو بمن حوله من أصدقاء الدرب في المواجهة السياسية.
ويرى مراقبون أن الخطوة تأتي لإعادة ثقة الغرب بقيادة كييف التي تبحث عن نافذة لأوروبا في وقت ازدادت فيه المطالبات الغربية للقيادة الأوكرانية بتطبيق ما نصت عليه اتفاقيات مينسك للخروج من الأزمة وإنهاء الاقتتال.
وفي وقت سابق كان بوروشينكو اقترح في كلمة ألقاها أمام النواب الأوكرانيين، إدخال تعديلات على تشريعات البلاد من شأنها أن تسمح بتعيين مواطنين أجانب في مناصب حكومية.
هذا واقترح الرئيس الأوكراني تعيين أجنبي لرئاسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، معربا عن اعتقاده بأنه سيتمكن من أداء مهامه بصورة فعالة لعدم ارتباطه بالنخب السياسية الأوكرانية.
وكان أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي أعلن الأسبوع الماضي أن اقتراح بوروشينكو السماح بتعيين أجانب في مناصب حكومية هو اعتراف بفشل بناء الدولة الأوكرانية. ويدل على عدم استقلالية البلاد.
المصدر: RT
