عدا عن الصعوبات الطبيعية لعملية الهبوط على المذنب "67P" والمتمثلة بوعورة سطحه وضعف جاذبيته، واجهت المركبة "فيلة" عدة عقبات تقنية أيضاً خلال تنفيذ الهبوط. حيث ارتدت عن سطحه مرتين لتستقر عليه في الثالثة بعد ساعتين تقريباً من الارتطام الأول، وذلك نتيجة فشل في تشغيل منظومة الدفع المصممة لمنع الإرتداد.
واكتشف العلماء القائمون على المهمة لاحقاً أن نظام الإرتكاز في المركبة يواجه عطلاً في واحدة من دعائم الإرتكاز الثلاث للمركبة قد يكون بسبب الارتطام مرتين قبل الاستقرار على السطح. وتسبب ذلك بصعوبة تثبيت المركبة في مكانها، ما قد يؤدي الى تغير موقعها أو حتى سقوطها عن سطح المذنب وفقدانها تماماً.
المشكلة الثالثة تكمن في الموقع الذي استقرت فيه المركبة "فيلة"، والذي على ما يبدو أنه يحجب عنها أشعة الشمس بسبب ظلال لمرتفع ما. وذلك يمنع شحن بطاريتها وإمدادها بالطاقة الكافية لإتمام مهامها. حيث أنها تتطلب 6 إلى 7 ساعات من التعرض لأشعة الشمس لإعادة شحن بطارياتها، بينما تحصل حالياً على حوالي ساعة ونصف الساعة فقط من الطاقة الشمسية.
وكانت المركبة "فيلة" أعلنت على حسابها في تويتر مساء الجمعة عودتها إلى العمل والبدء بالحفر لأخذ عينات..
ويرى العلماء أن هذا الوضع قد يعيق البحوث العلمية المزمع إجراؤها على سطح المذنب، والتي تهم العلماء في فهم الكثير حول نشأة الأرض والنظام الشمسي.
5 أدوات يمكنها إنقاذ المركبة "فيلة"
فريق المسبار "روزيتا" دخل في معركة مع الوقت من أجل انقاذ "فيلة"، ويحاول اتخاذ عدد من الخطوات من أجل إحياء المهمة وإعادة تشغيل المركبة بشكل كامل.
المشكلة الرئيسية التي تواجه الفريق هي أن المركبة مالت على إحدى جوانبها، وأحدى سيقانها معلقة في الهواء، إلا أن هناك العديد من الأدوات الميكانيكية على متن المركبة، يمكن استخدامها في محاولة لتحقيق ثبات للمركبة في الاستقرار على سطح المذنب.
- الأداة الأولى "المطرقة".
يوجد على متن المركبة جهاز المطرقة أو "MUPUS"، التي تمثل اختصارا لكلمات "المجسّات متعددة الأغراض لعلوم السطح"، ويمكن استخدام هذا الجهاز لإرجاع المركبة "فيلة" مرة أخرى لوضعها الاصلي بالوقوف على قدميها.
هذا الجهاز تم تصميمه لقياس الكثافة والخواص الحرارية والميكانيكية للمذنب، ويعتقد الدكتور "مات تايلور"، العالم في مشروع المسبار روزيتا، إنه يمكن إعادة استخدام هذا الجهاز لتحقيق استقرار للمركبة على سطح المذنب.
- الأداة الثانية "الحراب"
يمكن أن تُطلق الحراب الموجودة في أسفل المركبة لدفعها إلى وضع أفضل أو إعادتها إلى الهواء لمساعدتها بعدئذ في تحقيق هبوط أكثر نجاحا.
- الأداة الثالثة "أقدام الهبوط"
يمكن تنشيط أقدام الهبوط الموجودة على المركبة لمساعدتها في القفز من أجل تحسين وضعها المائل، واتخاذ وضعية أفضل.
- الأداة الرابعة "الحفار"
يمكن تنشيط "الحفار" الموجود على المركبة لمساعدتها في تعديل وضعها المائل، واتخاذ وضعية أفضل.
- الأداة الخامسة "إعادة توجيه تموضع الألواح الشمسية"
يمكن اللجوء إلى هذا الحل، لتتمكن المركبة من التقاط المزيد من أشعة الشمس القليلة المتاحة لها حاليا، بسبب وجودها في منطقة مظلمة من المذنب.
وفي حالة فشل كل هذه الحلول، ستقوم روزيتا نفسها بمواصلة جمع البيانات حتى العام المقبل، حيث يتحرك المذنب باتجاه أقرب إلى الشمس.
المصدر: RT + "وكالة الفضاء الأوروبية + وكالات"