في سابقة هي الأولى من نوعها أقدمت إسرائيل على خطوة استفزازية جديدة، إذ افتتحت بشكل رسمي مطلة مجسم الهيكل تستطيع استيعاب مئات الزوار بالقرب من المسجد الأقصى.
الهيكل
يقصد بالهيكل هيكل سليمان (ع) حيث يؤكد الإسرائيليون أنه موجود تحت المسجد الأقصى، ولهذا الهيكل شأن كبير في الديانة اليهودية.
فحسبما جاء في سفر الملوك الأول (الإصحاح 5-6) فإن الهيكل بناه الملك سليمان (لنبي سليمان) إتماماً لعمل أبيه الملك داود (النبي داود). ويذكر سفر الملوك الأول (الإصحاح 6-9) أن بناء الهيكل استمر 16 عاما (من السنة الرابعة بعد توليه العرش وحتى السنة العشرين) وأنه تم بالاستعانة بحيرام ملك صور الفينيقي الذي باعه الأخشاب وأرسل إليه كبار صناعه.
وتتحدث مصادر تاريخية أن الهيكل هدم ثلاث مرات، فقد تم تدمير مدينة القدس والهيكل عام 587 ق.م على يد نبوخذنصر ملك بابل وأسر أكثر سكانها، وأعيد بناء الهيكل حوالي 520-515 ق.م وهُدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170 ق.م، وأعيد بناه الهيكل مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان. وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70 م ودمروا القدس بأسرها.
مجسم الهيكل
وأعلنت عن هذه الخطوة المثيرة من قبل إسرائيل "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" المعنية بالدفاع عن المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، موضحة أن السلطات الإسرائيلية افتتحت رسميا مطلة مجسم الهيكل وتمت إقامتها على سقف المدرسة اليهودية وكنيس "إيش هتوراه" التي تبعد أمتارا قليلة غرب المسجد الأقصى.
وأوضحت مؤسسة الأقصى أن هذه المطلة تحتوي على سقف واسع يتسع لمئات الزائرين ونصب مجسم كبير للهيكل، وكذلك تم تثبيت نواظير يمكن من خلالها رؤية ساحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومحيطهما.
واعتبرت المؤسسة أن هذه المطلة وما تحويها تشكل خطرا مباشرا على المسجد الأقصى، قائلة إن "الاحتلال يهدف من خلالها الى تسريع وتيرة العمل والدعم لبناء الهيكل المزعوم، على حساب المسجد الأقصى، وليس عبثا أن يتم وضع مجسم الهيكل، قبالة المسجد الأقصى، وكذلك النواظير، خاصة وأنه يتوقع زيارة عشرات الآلاف من السياح الأجانب والإسرائيليين لهذه المطلة سنويا".
وأكدت المؤسسة أن المطلة وموقعها الاستراتيجي القريب من ساحة البراق والمسجد الأقصى، وما يلاصق هذه المطلة من أبنية ومشاريع تهويدية يندرج ضمن مخطط إسرائيلي لتهويد منطقة البراق بشكل تام.
وكانت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قد دعت في وقت سابق الفلسطينيين وأهل القدس الى تكثيف شد الرحال الى المسجد الاقصى والرباط الدائم والباكر فيه على خلفية تصاعد اقتحامات الجماعات اليهودية والمستوطنين وقيادات سياسية ودينية للمسجد.
وكشفت المؤسسة أن "حركة عائدون إلى "جبل الهيكل" الإسرائيلية دعت المتطرفين إلى اقتحام جماعي للأقصى، وتقديم قرابين الهيكل عشية عيد الفصح اليهودي الذي سيبدأ الاثنين المقبل.
القدس وممارسات إسرائيل
افتتحت السلطات الإسرائيلية خلال الأعوام القليلة الماضية أكثر من 60 كنيسا يهوديا جديدا بجوار المسجد الأقصى، لكن المخطط الجديد يقضي ببناء كنيس جديد على جزء من المسجد الأقصى المبارك. ويقول المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا بهذا الصدد إن "إقامة الكنيس الجديد سيكون في الجزء الغربي من المسجد الأقصى وبالتحديد في منطقة البوائك الغربية الممتدة من منطقة باب المغاربة جنوبا وحتى منطقة المدرسة التنكزية شمالا ويصل الى منطقة باب السلسلة".
ويعتبر أبو عطا أن إقامة الكنيس تشكل خطرا كبيرا على المسجد الأقصى ويعد مرحلة من مراحل التقسيم الزماني والمكاني، مبينا أنه ليس الأول من نوعه ومن الواضح أنه لن يكون الأخير. ويضيف "وفق الادعاءات الإسرائيلية فإنه يمكن تنفيذ هذا المشروع التهويدي الخطير بشكل أسهل وأسرع بصفته يقع قريبا من ساحة البراق"، التي تسيطر عليها إسرائيل.
تضاف هذه الخطوة الإسرائيلية الى خطوات استفزازية كثيرة كانت قد قامت بها حيال القدس والمسجد الأقصى وصولا الى توسع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. فمن المؤكد أنها لن تساهم في دفع المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بل على العكس تماما، ستزيد من حدة التوتر بين الطرفين.
المصدر: RT