أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة للمشاركة في اللقاء الرباعي الدولي المرتقب لتسوية الأزمة الأوكرانية، كما أنها مستعدة لبحث قضية ديون كييف لقاء الغاز الروسي.
ويتوقع دبوماسيون أوروبيون أن يعقد اللقاء الذي ستشارك فيه روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا، الخميس القادم في جنيف.
وأكد لافروف الجمعة 11 أبريل/نيسان خلال لقاء عقده بموسكو مع ممثلي المنظمات غير الحكومية الروسية أن هناك فرصة واقعية لنزع فتيل توتر الأزمة الأوكرانية، لكن ذلك يتطلب الكف عن محاولات إضفاء صفة الشرعية على الحكومة التي شكلها "الميدان" (ميدان الاستقلال في كييف الذي أصبح مركزا للاحتجاجات التي أدت الشهر الماضي الى خلع الرئيس فيكتور يانوكوفتش).
وأضاف لافروف قائلا: "المسألة الرئيسية تكمن في إجراء إصلاح دستوري تشارك فيه جميع الأقاليم، وترسيخ وضع أوكرانيا كدولة محايدة".
وتابع لافروف أن موسكو ترحب بالتغييرات التي برزت مؤخرا في موقف الاتحاد الأوروبي إزاء الأزمة الأوكرانية، وبالدعوات الى إجراء مشاورات بصيغة روسيا-الاتحاد الأوروبي-الدول الشركاء.
وأردف قائلا: "إننا مستعدون لذلك، بما فيه بحث المسائل التي تطرق اليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته الى قادة الدول التي تحصل على الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية".
وتابع أن الجانب الروسي واثق بأن أوكرانيا يجب ألا تكون نقطة خلاف بل همزة وصل في هيكلية الأمن والتعاون في أوروبا.
لافروف: سياسة الغرب "نسخة جديدة" من النهج الرامي الى ردع روسيا
اعتبر لافروف أن السياسة المعادية لروسيا التي تمارسها بعض الدول الغربية ليست إلا "نسخة جديدة" من سياسة ردع روسيا.
وقال الوزير: "ردا على جهودنا من أجل الالتزام بمبادئ القانون الدولي وإنشاء منظومة أمن مشتركة، واجهنا سياسة ترمي الى توسيع نفوذ الغرب الجيوسياسي شرقا، إذ أصبحت هذه السياسة في جوهرها نسخة جديدة من النهج الرامي الى ردع روسيا".
واعتبر لافروف أن السعي لتفسير القضايا في العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، بأنها ناتجة عن الأزمة الأوكرانية، عار عن الصحة. ودعا الى تذكّر أحداث السنوات الماضية، عندما واصل حلف الناتو توسعه على الرغم من تعهداته السابقة، ومحاولات الغرب صياغة "قوائم عقوبات" وإطلاق آلية الحرب الإعلامية ضد روسيا.
لافروف: تأجيج العداء لروسيا يشكل خطرا على دول الاتحاد الأوروبي نفسها
وحذر وزير الخارجية الروسي من أن تأجيج العداء لروسيا في الغرب يجري على خلفية تنامي التعصب ورعاب الأجانب في العديد من دول الاتحاد الأوروبي وزيادة عدد أتباع المنظمات الراديكالية.
وحذر من أن كل ذلك مع تغاضي الدول الغربية عن مظاهر النازية الجديدة في أوكرانيا أو في أي بلد آخر، يمثل خطرا واضحا على الاستقرار الأوروبي.
وشدد الوزير الروسي على أن الأحداث الأوكرانية ليست سببا للخلافات القائمة.
لافروف: روسيا ستدافع عن الحقوق المتساوية للشعوب وعن حقها في تقرير مصيرها دون تدخل خارجي
أكد سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل إصرارها على احترام الحقوق المتساوية للشعوب وحقها في تقرير مستقبلها دون تدخل خارجي.
واعتبر أنه في هذا السياق تزداد أهمية التعاون والحوار البناء بين السلطات والمنظمات غير الحكومية.
وأشار لافروف الى أن اللغة الروسية تبقى عامل توحيد مهما في عمليات التكامل الجارية في فضاء رابطة الدول المستقلة. واتهم الاتحاد الأوروبي بأن هدف برنامج "الشراكة الشرقية" كان من البداية إحباط أية عمليات تكاملية تشارك فيها روسيا.
وأكد الوزير أن حكومة روسيا ستواصل دعمها للغة الروسية والناطقين بها القاطنين في الخارج. وقال إن موسكو ستواصل إبلاغ المجتمع الدولي بانتهاكات الحقوق المشروعة للروس في بعض الدول، لا سيما بقضية "الأشخاص بلا جنسية" في دول البلطيق.
المزيد في افادة مراسلنا في موسكو
المصدر: RT + وكالات