أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن إجراء الاستفتاء حول تقرير مصير القرم حق شرعي لشعب هذا الإقليم. وفي اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في أوكرانيا يوم 13 مارس/آذار أشار تشوركين إلى أن عددا من مناطق العالم حصل على الاستقلال عن طريق إجراء الاستفتاءات الشعبية، مستغربا الموقف السلبي الذي اتخذته دول الغرب من تكرار هذه التجربة في القرم.
وشدد على أن أسطول البحر الأسود الروسي المرابط في ميناء سيفاستوبل لن يتدخل بأي شكل في سير التصويت في الاستفتاء.
وانتقد تشوركين سياسة السلطات الجديدة في كييف، مشددا على أنها تنتهك حقوق المواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية، الأمر الذي تمثل على وجه الخصوص في إلغاء البرلمان الأوكراني لقانون اللغات الذي كان يعطي للغة الروسية صفة لغة إقليمية تستعمل رسميا في عدد من مناطق أوكرانيا. وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها روسيا مؤخرا تهدف إلى حماية المواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية الذين تتعرض حياتهم للخطر في ظل سياسات السلطات الجديدة في كييف.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن المعارضة الأوكرانية خرقت الاتفاقية التي عقدت بينها والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش يوم 21 فبراير/شباط من أجل حل الأزمة السياسية. وأشار إلى أن استخدام المعارضة لأساليب القوة والتهديد أجبر فيكتور يانوكوفيتش على مغادرة البلاد. وأشار إلى أن الدعاية الغربية قلبت التطورات الأخيرة في أوكرانيا رأسا على عقب.
ووجه تشوركين انتقادات شديدة لسياسة دول الغرب حيال أوكرانيا، مشيرا إلى أن عددا من وزراء الخارجية الغربيين الذين زاروا كييف مؤخرا شاركوا بالفعل في حملة المعارضة ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
يذكر أن أرسيني ياتسينيوك رئيس الوزراء الأوكراني الذي عينه البرلمان مؤخرا حضر جلسة مجلس الأمن الدولي المكرسة للملف الأوكراني. ودعا ياتسينيوك الى الجلوس خلف طاولة الحوار، خصوصا مع روسيا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة سحب روسيا قواتها من شبه جزيرة القرم، ومطالبا بعدم إجراء الاستفتاء هناك.
وأكدت مراسلتنا أن جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة قدم تقريره الخاص حول الأزمة في هذه البلاد.
تشوركين: روسيا لا تسعى للحرب مع أوكرانيا
كما قال تشوركين إن بلاده لا تسعى للحرب مع أوكرانيا ولا ترى أي أساس للنظر في الوضع بهذه البلاد من وجهة النظر هذه.
وجاء ذلك ردا على كلام رئيس الوزراء الأوكراني المعين الذي تساءل خلال اجتماع مجلس الأمن قائلا: "هل يريد الروس حربا؟. ..آمل في أن تستمع السلطات الروسية الى الشعب، كي نعود الى طاولة المفاوضات ونحل هذا النزاع فورا".
وأجاب تشوركين قائلا: "سأرد بشكل مباشر على السؤال المباشر من السيد ياتسينيوك: الروس لا يريدون حربا، كما لا يريدها الأوكرانيون، وأنا واثق من ذلك".
وأردف قائلا: "لا نريد مزيدا من التصعيد. ليست روسيا هي من أطلق دوامة العنف وزعزعة الاستقرار التي باتت في الأشهر الماضية ترسم تطورات الوضع في أوكرانيا".
تشوريكن يدعو للتحقيق في الأنباء عن تورط منسق "يوروميدان" في عمليات القتل بكييف
كما دعا تشوركين الى إجراء تحقيق دقيق في أعمال العنف التي صاحبت احتجاجات "يوروميدان" (احتجاجات ميدان الاستقلال في كييف)، والأنباء التي تحدثت عن تورط منسق الاحتجاجات أندري باروبي الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأوكراني، في عمليات القتل.
وذكر المندوب الروسي أن بعض المعلومات تشير الى أن قناصة أطلقوا النار على رجال الأمن والمحتجين على حد سواء من نوافذ "مكتب" باروبي في مبنى كان يسيطر عليه آنذاك المحتجون.
وشدد تشوركين على أن المعلومات عن قيام القناصة في كييف باستهداف رجال الأمن والمحتجين على حد سواء، "تقلب الصورة التي تروجها الدعاية الأوكرانية والغربية تماما".
وفي 5 مارس/آذار نشر على موقع "يوتيوب" تسجيل مسرب لمكالمة هاتفية بين المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية والأمن كاثرين آشتون ووزير خارجية إستونيا أورماس بايت تحدث فيه الأخير عن وجود أدلة على تورط جهات معارضة أوكرانية في تجنيد مسلحين أطلقوا النار على المتظاهرين ورجال الأمن في كييف.
بدوره قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الأوكراني ألكسندر ياكيمينكو في مقابلة مع قناة "روسيا 24" أن القناصة الذين قتلوا عشرات الناس في كييف يوم 20 فبراير/شباط الماضي، كانوا، حسب المعلومات المتوفرة لديه، متمركزين في مبنى خاضع لسيطرة المحتجين وكان باروبي مسؤولا عنه بالكامل، ولم يكن بإمكان أحد أن يدخله، إلا بعلم باروبي.
المصدر: RT