مباشر

انهيار قطاعي الصحة والتعليم في سورية.. والأطفال أكثر تأثرا بالنزاع

تابعوا RT على
أصبح الأطفال السوريون أكثر عرضة لآثار النزاع المسلح المستمر منذ مارس/آذار عام 2011، على خلفية الانهيار شبه الكامل لقطاعي الرعاية الصحية والتعليم واستمرار القتال.

حذرت الأمم المتحدة في نهاية عام 2013 من حاجة 7 ملايين سوري أو نحو 40% من سكان البلاد، بشكل ماس إلى المواد الغذائية والمساعدة الطبية، في الوقت الذي تسارع فيه منظمات الإغاثة إلى تلقيح الأطفال في سورية والدول المجاورة للوقاية من مرض شلل الأطفال.

وأصبح الأطفال السوريون أكثر عرضة لآثار النزاع المسلح المستمر منذ مارس/آذار عام 2011. وبالإضافة إلى انعدام الرعاية الصحية ونقص المواد الغذائية، وحرمان آلاف الأطفال من الدراسة، إذ دمرت آلاف المدارس في مختلف أنحاء البلاد، وقتل المعلمون والتلاميذ على حد سواء، بالإضافة إلى انقطاع التمويل عن قطاعي الصحة والتعليم في المناطق المحاصرة، وتأثير الوضع الاقتصادي المتأزم على جميع مستويات التعليم في البلاد.

وفي الأيام الماضية فقط قتل عشرات الأطفال في قصف القوات الحكومية على مدينة حلب المستمر منذ 8 أيام، وفي هجوم انتحاري استهدف 22 ديسمبر/كانون الأول مجمعا مدرسيا بحمص، في الوقت الذي كان فيه جميع التلاميذ داخل غرف الدراسة.

ووفقا لدراسة نشرت مؤخرا فإن تدهور مستوى تعليم الأطفال السوريين هو الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة.

وتشير الدراسة التي قدمت في جنيف تحت عنوان "توقف التعليم"، إلى أنه منذ عام 2011 اضطر ما يقرب من 3 ملايين طفل من سورية للتوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، وتركهم في حالة رعب، واضطر العديد من أسرهم إلى الفرار خارج البلاد. لقد تسببت الأحداث التي جرت في السنوات الثلاث الماضية بإلغاء التقدم المحرز على مدى العقود السابقة.

وتذكر الدراسة أن واحدة من بين كل خمس مدارس في سورية أصبحت غير صالحة للاستخدام إما لأنها تعرضت للتلف أو التدمير أو أصبحت ملجأ للمشردين داخليا. وفي البلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين فإنه لا يتعلّم من 500,000 إلى 600,000 طفل سوري لاجئ.

إن المناطق الأكثر تضررا في سورية من ناحية التعليم هي تلك التي تشهد أشد أعمال العنف، منها الرقة وإدلب وحلب ودير الزور وحماة ودرعا وريف دمشق. وفي بعض هذه المناطق انخفضت معدلات الحضور في المدارس إلى 6%.

وفي ظاهرة أثارت قلق المجتمع الدولي، سجلت في مدينة دير الزور التي تشهد معارك عنيفة، في أكتوبر/تشرين الأول إصابة أكثر من 10 أطفال بمرض شلل الأطفال. وحذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية انتشار المرض في أماكن أخرى بسورية والمنطقة، مضيفة أنه قبل اندلاع الحرب في سورية عام 2011، كان 95 % من الأطفال السوريين يحصلون على تلقيح ضد المرض.

وأعلنت منظمتا "اليونيسيف" والصحة العالمية النية بتلقيح نحو 23 مليون طفل في سورية وفي دول الشرق الأوسط، خشية انتشار المرض عبر المنطقة.

وتدعو منظمات الإغاثة إلى تسهيل وصول عامليها إلى الأطفال في مختلف أنحاء سورية، لتلقيحهم، الأمر الذي يزداد صعوبة مع تصعيد المعارك في البلاد.

وبالإضافة الى شلل الأطفال، بات الجيل الجديد من السوريين معرضا لأمراض مختلفة أخرى، لا سيما مع قدوم الشتاء مصحوبا بالبرد الشديد والتساقط الكثيف للثلوج، وهذا نظرا لأن اللاجئين والنازحين يعيشون عادة في مخيمات مكتظة بالسكان.

وتصر الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق، على أنها بحاجة لمساعدات عاجلة، في ظل الضغوط التي يعاني منها اقتصادها بسبب تدفق اللاجئين.

وعلى سبيل المثال يعيش أكثر من 110,000 شخص  في مخيم  الزعتري الصحراوي المزدحم في الأردن، وهو ثاني أكبر مستوطنة للاجئين في العالم.

وبالإضافة للأطفال يعاني كبار السن والجرحى من تداعيات انهيار القطاع الصحي، إذ يستهدف جميع أطراف النزاع قوافل نقل الجرحى، كما أصبح الأطباء، منذ بداية النزاع هدفا لعمليات القتل والاختطاف.

وذكرت منظة "اليونيسيف" في ديسمير/كانون الأول أن 60% من المستشفيات و30% من المراكز الصحية لحق بها الدمار بسبب النزاع في سورية.

بدورها ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول أن هناك نصف مليون جريح في سورية يفتقد العديد منهم للأساسيات العلاجية.

وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في سورية ماغني بارث في بيان للجنة إن الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة.

 وأشار بارث إلى أن شرائح واسعة من السكان خاصة في المناطق المتأثرة مباشرة بالقتال بما فيها شرق حلب، تعاني من نقص في العناية الطبية.

وأوضح أن معالجة الجرحى لا تتم غالبا بالشكل المناسب، ولا يتلقى المصابون بأمراض مزمنة العلاج الذي يحتاجونه. ودعا كل الأطراف في سورية إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي.

وأشار بارث إلى أن فرق الصليب الأحمر لا تزال ممنوعة من الدخول إلى المناطق المحاصرة لإيصال المساعدات بما فيها المناطق التي تحتاج إلى مساعدات طبية ملحة.

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى قياسي يزيد المأساة بالنسبة لملايين النازحين داخل سورية واللاجئين في المنطقة.

وقالت اللجنة في بيانها إن 32 متطوعا في الهلال الأحمر السوري قتلوا خلال النزاع.

هذا وأعلن برنامج الغذاء العالمي في 16 ديسمبر/كانون الأول أن حوالي نصف السكان داخل سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن حوالي الثلث بحاجة ملحة لمساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا