هل تغير المشهد الفلسطيني بعد خروج مئات الآلاف من الغزيين في ذكرى انطلاقة حركة فتح، وهل ما زالت هذه الحركة قادرة على لعب دور مركزي، في وقت تنتظر هذه الحركة مهمة شاقة متمثلة بإعادة ترتيب أوضاعها في غزة؟.
بعد مفاجأة انطلاقة حركة فتح، بالنسبة للجميع ، حتى الرئيس محمود عباس، صار السؤال الملح متعلقا بإعادة بناء الحركة في غزة وهل سيكون هذا الهدف على رأس سلم أولويات القيادة أم لا ؟.
فالاعتقاد السائد بالنسبة لحركة فتح طوال الأعوام السابقة أنها حركة تعاني إشكالات كبيرة على مستوى بنيتها التنظيمية، وجاء الانقسام ليعطي انطباعا آخر، ان قاعدتها قد تفككت، وخصوصا مع سياسة التجاهل الرسمي لغزة، وعدم التعامل بجدية مع حركة فتح في غزة فيما يسميه البعض بسياسة التهميش، ولكن سبعة أيام من الاحتفال بالانطلاقة أثبتت أن حركة فتح ما زالت عنصرا فاعلا في المشهد.
وغزة أنقذت الرئيس عباس من الاتهام له بأنه لا يحكم في غزة ولا شعبيةَ له، وأنقذت المشروع الوطني من الرؤية الإسرائيلية التي تعتقد أنه يمكن لها أن تجعل سيناء جزءا من الحل، فهل تلتقط حركة فتح هذه اللحظة؟
ويعتقد كثيرون أن تغييرا على مستوى القيادة يجب أن يكون ضرورة ملحة الآن، وأن امتلاك رؤية حقيقية لإعادة بناء حركة فتح يجب ان يكون على أسس غير التي كانت سابقا ، والأهم أن يتم إنصاف غزة والنظر لمشاكلها الحقيقية التي تراكمت عبر سنوات الانقسام.
حركة فتح تنبعث من جديد ، ولكن ما قيمة وجود حركة كبيرة إن لم تستطع القيادة أن ترتقي لمستوى قاعدتها الجماهيرية، هذه الإجابة الملحة التي يطرحها الغزيون.. وماذا بعد؟.
للمزيد شاهدوا تقريرنا المصور