أعلن الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية رسميا عن كشف أثري مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته، اذ تم الكشف والتأكد من أن الملك قتل بسكين حاد تسبب في قطع ذبحي في الرقبة أحدثه القاتل الذي فاجأ ضحيته من الخلف.
وقد نشرت المجلة الطبية الانجليزية نتائج البحث الذي استغرق عامين والتي توصل اليها الفريق المصري برئاسة عالم الأثار زاهي حواس.
وأكد فحص المومياء بالاشعة المقطعية وجود تميمة عين حورس بالصدر وكذلك عدد أربعة تمائم يمثلون أبناء حورس الاربعة. ويؤكد علماء الاشعة أن وجود الجرح الذبحي كان سابقا لعمليات التحنيط. ويفسر زاهي حواس الترتيبات الخاصة التي اتخذت عند تحنيط المومياء ووضع التمائم وأماكنها، وهي الخاصة بالحماية والحفظ وتأمين حياة الملك في العالم الآخر، يفسرها بأن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدرا.
ويضيف حواس أن هذا الكشف يغير في تاريخ هذه الفترة خاصة ان هناك بردية شهيرة باسم مؤامرة الحريم تشير إلى قيام الملكة تيا الزوجة الثانية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها بنتاؤر ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الذي كان هو الامير الوراثي لابيه.
كما درس الفريق المصري الحمض النووي لمومياء الرجل المجهولة الذي كان قد عثر عليها داخل خبيئة المومياوات وتأكد ارتباط المومياء بصلة الابن للأب أو العكس بمومياء الملك رمسيس الثالث، ولان الملك رمسيس الثالث بلغ من العمر60 عاما بينما المومياء المجهولة هي لرجل شاب مات في عمر الـ25 سنة ، ولذلك فان مومياء الرجل المجهولة هي في الواقع مومياء ابن الملك رمسيس الثالث بنتاؤر والذي كان مشتركا في المؤامرة على حياة ابيه.
والمفاجأة أن المومياء في الواقع لم تحنط وإنما تم لف الجسد في جلد الماعز وليس الكتان المعتاد، ولم يكن جلد الماعز طاهرا في العقيدة المصرية القديمة حيث اعتبر الماعز من الحيوانات التي تعادي اله الشمس رع. والمعروف أيضا ان فم المومياء المجهولة وجد مفتوحا تنطق ملامح الوجه بالخوف من المصير الأليم. كما وجدت علامات لاثار حبال الشنق على منطقة الحنجرة، ما يؤكد وفاة الشاب مشنوقا.
وتقول بردية مؤامرة الحريم كذلك ان المؤامرة شملت بعضا من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش، وتشير البردية إلى اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتآمرين. وقد حكم على شخص بالقتل وترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم بأيديهم ، ومنهم الامير بنتاؤر الذي قام بشنق نفسه.
ويشير زاهي حواس الى ان التمائم التي وضعت في جسد رمسيس الثالث كان الغرض منها تضميد جراح المؤامرة، وضمان حياة أخرى أفضل في العالم الآخر.
المصدر: بوابة الأهرام