اختتم مؤتمر "المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا"، أو ما عرف بالطريق الثالث لتعزيز البناء والحوار الإصلاحي، أعماله في دمشق يوم 3 يوليو/تموز دون إصدار بيان ختامي، فيما انسحب عدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر، وسط خلافات حادة اعتبرها المراقبون دليلاً على فشله .
وقالت مصادر في المؤتمر إن إصدار بيان ختامي تأجل إلى "أجل غير مسمى"، وإن السبب هو خلافات حصلت بين المؤتمرين حول صياغة البيان، فيما حملت مصادر أخرى "أيدي خارجية" مسؤولية تأجيل إصدار البيان.
وشهد المؤتمر خلافاً وانسحاباً من قبل عدد من الحاضرين، بسبب محور تطرق إلى "سحب الجيش وقوات الأمن من المدن السورية" حيث إنه من الطبيعي في حالة وجود مسلحين في هذه المدن لجوء السلطات إلى هذا الحل. وتضمنت فعاليات المؤتمر مناقشة مفتوحة لمحاور أربعة وزعها المنظمون قبل بدء الفعاليات، وهي محاور سيتم مناقشتها في المؤتمر الوطني المزمع انعقاده في العاشر من الشهر الجاري، والمحاور هي بناء السلطة، آليات الانتقال السلمي لدولة الديمقراطية المدنية، التشريعات الديمقراطية والدولة المدنية، العدالة الاجتماعية والتنمية .
وأعلن الباحث الاقتصادي ومدير عام هيئة مكافحة البطالة حسين العماش انسحابه من المؤتمر، لأن ما يجري لا يخدم البلاد مضيفا "يبدو أن بعض الجهات لا تريد للسوريين أن يتحاوروا من أجل وطنهم، يمنعوننا من عقد اللقاء فما بالهم يضربون مواعيد ووعوداً عن حوار وطني مزعوم".
وعقد المؤتمر في أجواء مضطربة نوعاً ما، وبعد أكثر من ساعة ونصف من التأخير عن موعده المقرر، ووزعت لجنة التنظيم وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على عقد المؤتمر، إلا أن إدارة الفندق تمنعت في البداية عن فتح باب القاعة المخصصة للاجتماع، دون أن تقدم أي خدمات ودون إضاءة أو ماء أو تكييف، حيث جلس أكثر من 40 شخصاً من المشاركين لقراءة كلماتهم من دون إضاءة أو معدات للصوت أو حتى وجود عبوات للماء أو طاولات مرتبة .
واتهم عضو مجلس الشعب محمد حبش أشخاصاً لم يسمهم بالعمل على "عرقلة الحوار وافتعال أزمة لعدم عقد المؤتمر.. جئنا لنتحاور بعد أن دفع أبناء الوطن دماءهم دفاعاً عن الحرية في شوارع الوطن، عندما لم يجدوا قاعة محترمة ينقلون فيها مواقفهم".
وكانت الخلافات بدأت بخلاف مع إدارة الفندق، وتطور الخلاف من مشادة كلامية بين الطرفين إلى عراك بالأيدي بين الجانبين، وبعد الدخول إلى القاعة التي احتضنت المؤتمر كانت غير مكيفة، ثم كانت مداخلة الناشط ماجد صالحة، الذي شارك في المؤتمر السابق، والتي قال فيها "إن الشيء الوحيد الذي يجمعنا اليوم هو دماء الشهداء، ونحن جئنا اليوم لنسقط النظام"، الأمر الذي دفع بعض الأشخاص من المشاركين إلى إخراجه إلى خارج القاعة. وغاب عن المؤتمر المعارضان ميشيل كيلو، وعارف دليلة، اللذان وجهت لهما الدعوة للحضور .
خبير سوري: سفك الدماء انخفض في البلاد
قال الخبير المستقل لدى الأمم المتحدة سابقا الدكتور جورج جبور في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" من دمشق ان مستوى سفك الدماء انخفض خلال الايام الاخيرة.
واضاف الخبير ان الموقف التركي كان محكوما بظروف انتخابية والآن عاد نوع من التوازن الى الموقف التركي، حيث أعلن وزير الخارجية التركي عن زيارة مرتقبة لدمشق.
ولم يستبعد الخبير ان يكون هناك ضغوطات مورست على تركيا من قبل العراق وايران لتعدل عن موقفها السابق مع سورية.
واكد على وجود فرص كبيرة لنجاح الحوار الوطني الذي سيجري في 10 يوليو/تموز الجاري.
من جهته اكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبد الله في حديث لـ"روسيا اليوم" ان "الحراك السياسي في سورية مسألة طبيعية خاصة انه يجري باتجاه الانتقال الى الديموقراطية، وفي النهاية، فالخيارات ستكون للمواطن السوري، ويجب على الجميع ان يتحدث ويقدم حلولا". بسام أبو عبد الله