تنطلق يوم الخميس 28 يناير/كانون الثاني في لندن أعمال المؤتمر الدولي حول أفغانستان، وذلك لبحث سبل تحقيق الاستقرار فى هذا البلد الذي يعاني من الارهاب وعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وفي معرض تعليقه على المسائل التي سيبحثها المؤتمر، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تأمل في أن تصبح أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية منها، بلدا محايدا مرة أخرى.وأشار المصدر الى أن المؤتمر الدولي في لندن يهدف الى تحديد المبادئ الأساسية للعلاقات بين المجتمع الدولي وكابل في مرحلة التحضير لانسحاب القوات الدولية بشكل تدريجي من الاراضي الأفغانية.
وأكد المصدر أن موسكو تؤيد استلام القوات الأفغانية مسؤولية أمن بلادها، مشيرا الى أنها تريد أن ترى أفغانستان بلدا مستقلا ومسالما يملك اقتصادا متطورا. وأضاف أن روسيا تؤيد أيضا عودة أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية الى صفتها كدولة محايدة.
وأضاف المصدر أن أحد أهداف الوفد الروسي في المؤتمر هو إقناع الشركاء بضرورة تنشيط مكافحة المخدرات في افغانستان في كافة الاتجاهات. وذكر أن روسيا تعتبر تهريب المخدرات تهديدا كبيرا لأمنها القومي، مشيرا الى أن هذا الموضوع لا يلقى اهتماما كافيا من قبل قوات التحالف العاملة في أفغانستان.
وحول إدماج عناصر طالبان في المجتمع الأفغاني، اعتبر المصدر أن العفو عنهم لا يجوز سوى للذين ألقوا السلاح واعترفوا بالدستور الحالي والحكومة الأفغانية وأنهوا علاقاتهم بالقاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى".
وحول المساعدات الروسية لأفغانستان، قال المصدر أن موسكو تنتظر من المجتمع الدولي تمويل قيامها بإعمار عدد من المصانع ومنشآت البنية التحتية التي بناها الاتحاد السوفيتي في البلاد.
كما لم يستبعد المصدر أن تدرس موسكو الاقتراحات بشأن توريدات الأسلحة الروسية الى افغانستان، مشيرا الى أن مثل هذه التوريدات يجب أن تجري وفقا للقانون الدولي. وأكد أن موسكو لم تحصل بعد على أية دعوة رسمية بهذا الشأن من حلف شمال الأطلسي.
وسبق أن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يترأس وفد بلاده إلى مؤتمر لندن حول أفغانستان، إن روسيا تبذل جهودا كبيرة في سبيل بناء أفغانستان وهي على استعداد لزيادة هذه الجهود، مشيرا إلى أن بلاده تريد أن ترى أفغانستان بلدا مسالما ومحايدا.
وقال لافروف: "روسيا تريد أن ترى أفغانستان بلدا مسالما ومحايدا ويعيش بحسن جوار بيننا جميعا وأن لا يكون مصدرا للتهديد الارهابي والمخدرات.. للأسف ، ان هذه التهديدات لا تزال متواصلة وبلادنا تعاني منها كل يوم. وهناك جهود ضخمة تبذلها روسيا حاليا في مجال تطوير أفغانستان على المستوى الثنائي وكشريك في المؤسسات الدولية ونحن مستعدون لزيادة هذه الجهود. المهم أن يركز المجتمع الدولي على تأمين جميع الادوات اللازمة من أجل تشكيل حكومة أفغانية قوية".
ودعا لافروف الى إشراك منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مثل هذه الجهود وتنفيذ مشروع إقامة أحزمة أمن لمكافحة المخدرات حول الحدود الأفغانية.