يعاني الأردن من مشكلات عديدة تعود أسبابها بشكل رئيس إلى قلة موارده الطبيعية وتعرضه على مر العقود الماضية إلى آثار أزمات تحيط به جغرافياً من كل جانب. إحدى المشكلات التي يحاول المسؤولون الاردنيون التعامل معها هي، من دون شك، مشكلة شح المياه؛ ما دفع الأردن إلى البحث عن مصادرها بكافة الطرق. والمياه الجوفية هي إحدى تلك المصادر. إلا أن بحثاً علمياً جديداً قام بدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بصلاحية هذه المياه للشرب. وتم نشر هذا البحث مؤخراً في مجلة "العلوم والتكنولوجيا البيئية" وقام به فريق من الباحثين من دول عدة ترأسهم أفنير فينغوش الباحث في جامعة دوك الأمريكية وشارك في أعماله جوتشار غانور أستاذ قسم الجيولوجيا في جامعة بن غوريون الإسرائيلية.
وتؤكد النتائج التي توصل إليها الفريق أن العينات المأخوذة من حوض الديسي في وسط الأردن والتي تمت دراستها بصورة وافية، تحتوي على مستويات من الإشعاع تفوق بعشرين مرة ما هو مسموح به علميا ليكون صالحا للشرب.
وتشكل هذه المستويات الإشعاعية، وفقاً للتقرير، خطراً على صحة المواطنين خصوصاً وأنها ترتبط بالمعدلات المرتفعة من الاصابة بسرطان العظام وسرطان الدم.
وتؤكد النتيجة النهائية للبحث أن المياه الجوفية من مصادر مماثلة لتلك التي تمت دراستها في الأردن، والتي تستخدم كذلك في كل من إسرائيل ومصر وليبيا والسعودية، قد تكون معرضة لمستويات الإشعاع ذاتها.
من جانبه اشار إلياس سلامة استاذ علوم المياه في الجامعة الأردنية في اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" أن فريق البحث الذي يترأسه أفنير فينغوش قام بدراسة المياه الجوفية كما هي، ذاكرا أن هذه المياه لا تستخدم حاليا في الأردن لأغراض الشرب. وقال سلامة إن هناك خطة وضعتها الحكومة لمعالجة المياه قبل استخدامها.
ويرى السيد سلامة أن وزارة المياه والري الأردنية ستتخذ الخطوات اللازمة لمعالجة المياه الجوفية إذا استطاعت التأكد من المعلومات عن وجود مستويات مرتفعة من الإشعاع فيها . وذكر أن المياه في كثير من دول العالم تحتوي على مواد مشعة أو اشعاعات لكنها قابلة للمعالجة، مؤكدا أن هذه العملية ليست صعبة تقنيا ولا تتطلب تكاليف عالية.
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور