قررت وزارة الدفاع الامريكية رفع نفقات ما أسمته الحرب الإعلامية لإعادة تصحيح صورة السياسات الأمريكية في الخارج الى أكثر من 4 مليارات دولار. وقرر البنتاغون ايضا تجنيد 27 الف شخص لإستخدامهم في مهمات متنوعة أهمها مجال التوظيف والاعلان والعلاقات.
لم يعد الإعلام جزءأً من اي معركة عسكرية، بل بات احد محددات نجاحاتها. فبموازة المعارك التي تخوضها القوات الامريكية في رمال العراق وجبال أفغانستان هناك حرب لاتقل أهمية تخوضها واشنطن ضد خصومها المنتشرين في العالم. لكنها حرب من نوع أخر، حيث قال كاليف سيب نائب مساعد وزير الدفاع الامريكي :" إنها معركة من اجل المنطقة البشرية وأعني هنا القدرة على التأثير على السكان من أجل دعم اهداف الحكومة ليس فقط الامريكية منها، بل اهداف البلد الذي ندعمه خلال الحرب على المتمردين والارهابيين".
وقام البنتاغون بزيادة الاعتمادات المخصصة لمعركة تهدف الى الفوز بود الرأي العام داخل وخارج الولايات المتحدة. وصلت ميزانية هذه المعركة العام الجاري الى 4 مليار و 700 مليون دولار. لكن العملية اثارت مخاوفا داخل الولايات المتحدة من إنتهاك القانون الاتحادي الأمريكي الضامن الرئيسي لحريات المواطنين.
وقد نوه النائب الديمقراطي باول هودس الى هذه المخاوف في قوله:" أود التأكد أن أموال دافعي الضرائب لاتستخدم من قبل الوكالات الحكومية لتوجيه الدعاية الخفية نحو المواطنين الامريكيين".
كما قرر البنتاغون ايضا تجنيد 27 الف موظف لإستخدامهم في مهمات متنوعة أهمها مجال التوظيف والاعلان والعلاقات العامة. واشار روبرت هاستينغز نائب مساعد وزير الدفاع الامريكي للشؤون العامة الى أن :" مهمة ادارة الشؤون العامة هي تزويدك بالمعلومات بحيث تتمكن من اتخاذ قرار صائب".
وبحسب المراقبين فإن وزارة الدفاع الامريكية تولي في الفترة الأخيرة إهتماما متزايد بجميع وسائل الاعلام الامريكية المرئية والمسموعة بالاضافة الى الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، حيث تعمل فرق من الوزارة على ممارسة الدعاية الايجابية وتحسين سمعة القوات المسلحة الامريكية. وقالت أنجي سارشيت وهي برتبة رقيب في القوات الجوية الامريكية:" إن مانفعله تجاه وسائل الاعلام المدنية، هو إننا نقوم بوضع الاخبار الطيبة هناك لتنتشر في المدن حيث مسقط رأس جنودنا".
ورغم السنوات الست من الحرب الطاحنة في العراق، والازمة العالمية الراهنة ماتزال الولايات المتحدة العازف الاول في أوركسترا السياسة العالمية. فإلى جانب ترسانة من الأسلحة العسكرية المتطورة وآليات التأثير السياسي والإقتصادي، فهي تمسك بأخطبوط إعلامي لايكاد يقل قوة وخطورة.