وقد تم القاء اكليل من الزهور من على متن المدمرة الايطالية "أندريا دوريا" في مياه مضيق ميسينا من قبل كل من وزير الدفاع الايطالي إينياتسيو لا روسا ونائب قائد إسطول البحر الأسود الروسي أميرال البحر الكسندر كوفشار وممثليين عن دول أخرى، وذلك تخليداً لأرواح ضحايا الزلزال وايضاً لأرواح اولئك البحارة الذين ضحوا بحياتهم لمساعدة ابناء المدينة في تخطي عواقب الكارثة المروعة.
وقد تجسد الزلزال المأسوي يوم 28 ديسمبر/كانون الاول عام 1908 الذي ضرب مدينة ميسينا الايطالية في ذاكرة وقلوب أهلها الذين يتذكرون لحد الآن البطولة ونكران الذات للبحارة الروس الذين كانوا انذاك غير بعيدين عن المدينة ومدوا يد المساعدة لسكانها في اللحظات الحرجة.
يذكر أن الزلزال بدأ في فجر ذلك اليوم ، وجاء بهزات متتالية ايقظت الناس النائمين ، وهلك الكثير منهم. وانهارت عدة فنادق دفنت مقيمين فيها . وتحولت الى انقاض أحياء سكنية ، بما فيها الكاتدرائيات والاثار المعمارية التي كانت تحتفظ داخل حيطانها على مدى قرون بتحف الفن القديم. ورافق الهزات الارضية الاعصار الذي بلغ ارتفاع موجاته 15 متراً والذي تقدم بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة ، بالاضافة الى هطول الامطار الغزيرة.
وعندما توقفت الهزات تبين انه بقى من 147 الف نسمة 65 الف نسمة فقط . وقد هلك غيرهم. وبينهم من قتل تحت انقاض المباني المنهارة ، ومن احترق نتيجة حرائق نشبت من جراء انفجار انابيب الغاز ،ومن غرق في مياه الاحواض التي غمرت المدينة كلها. وكان يسود كل مكان ذعر وفوضى ونهابون.
وقد منحت الحكومة الايطالية في عام 1910 اوسمة وميداليات لكل المشاركين في عملية الانقاذ. وتم تكريم العميد البحري فلاديمير ليتفينوف قائد مجموعة السفن التابعة لاسطول بحر البلطيق الروسي التي شاركت في عمليات الإنقاذ بوسام "صليب التاج الايطالي " . اما قادة السفن والاطباء فمنحوا وسام " صليب الحكمدار". كما منح اعضاء اطقم السفن كلهم ميدالية " ذكرى الزلزال في صقلية يوم 28 ديسمبر عام 1908".
وقد تم في ميناء ميسينا افتتاح اللوحة التذكارية للبحارة الروس الذين قدموا المساعدة للمدينة التي ضربها الزلزال في عام 1908، وذلك في اطار الزيارة الرسمية التي قامت بها السفن البحرية الروسية التابعة لاسطول البحر الاسود الى الجمهورية الايطاليةمؤخراً.
ويمكنكم قراءة المزيد في: البحارة الروس انقذوا أهل ميسينا الايطالية منذ 100 عام