وصف الرئيس السوداني عمر حسن البشير في خطاب ألقاه امام الشعب السوداني بمسيرة تنديد بالهجوم، الذي نفذته حركة العدل والمساواة السبت الماضي على مدينة أم درمان السودانية، بالعدوان الغاشم.
واستبعد البشير إجراء محادثات مع حركات التمرد في إقليم دارفور بعد الهجوم، وطلب من السفراء الأجانب المعتمدين لدى بلاده وضع الحركة على اللائحة الدولية للمنظمات الإرهابية.
وقد القى الرئيس السوداني امام الجماهير المحتشدة في المسيرة الشعبية الحاشدة بالعاصمة الخرطوم كلمة اتهم فيها حركة العدل والمساواة بتنفيذ أجندة خارجية وبتلقي أموال من إسرائيل للقيام بانقلاب ضد النظام الإسلامي في السودان، متسائلا ًعن الجهة التي دعمت الحركة المأجورة والعميلة، على حد وصفه، بهذا الكم الهائل من الأسلحة والذخائر لزعزعة أمن البلاد.
وكان لكلمة البشير وقع في صفوف المتظاهرين، الذين طالبوا بدورهم المجتمع الدولي بوضع الحركة على لائحة المنظمات الإرهابية.
كما اثنى البشير على الموقف المشرف للحركة الشعبية لتحرير السودان، الشريكة في الحكومة الإتلافية، والتي وضعت كل قواتها تحت امرة القوات المسلحة السودانية، لدحر عناصر حركة العدل والمساواة.
من جهته دان مجلس الامن الدولي الهجوم على الخرطوم وقال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة جان ماري جيهينو ان احتمالات السلام في دارفور أصبحت أبعد في ظل تراجع الأمن وتدهور أوضاع النازحين ورفض الأطراف المتحاربة التفاوض.
وقال جيهينو انه يشعر بقلق بالغ لان قوة حفظ السلام المختلطة فشلت في اكتشاف المهاجمين وهم في طريقهم الى العاصمة السودانية.
وأوضح رئيس عمليات حفظ السلام قائلا: "ان الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين القوات السودانية والمتمردين والاشتباكات بين جماعات المتمردين وعدم الاستقرار المتنامي على الحدود التشادية السودانية وتنامي عصابات قطع الطرق تعني أن الوضع الامني في دارفور يتدهور على نحو يدعو للانزعاج".
ردود الفعل المصرية على الهجوم
طردت السلطات المصرية من القاهرة ممثلين عن حركة العدل والمساواة السودانية، وبرّرت مصر قرارها باستيائها من الهجوم، الذي شنته الحركة على الخرطوم. واكدت رفضها لأي محاولة للمساس بأمن واستقرار السودان.
ولعل هذه الوقفة المشتركة بين حكومة الخرطوم والحكومة الائتلافية في الجنوب في هذا الوضع الصعب، الذي مرّ به السودان في الايام القليلة الماضية ووضع المصالح الخاصة للطرفين على جهة، أمام المصلحة العامة للبلاد، يعطي بصيصاً من الأمل لحل المشاكل التي يعاني منها السودان وحل أزمة دارفور بطريقة أكثر دبلوماسية تجنبا لحلم حركة العدل والمساواة باحتلال الخرطوم.