أمر زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود أتباعه بالكف عن شن هجمات على مواقع الجيش الباكستاني، وذلك بعد أن بدأت الحكومة الباكستانية بالاعداد لمشروع اتفاق سلام مع حركة طالبان. وقد أعربت واشنطن عن قلقها من هذا الاتفاق، داعية اسلام آباد الى مواصلة العمليات العسكرية الجارية في المناطق القبلية لملاحقة أنصار طالبان والقاعدة.
وتتجه الحكومة الباكستانية الجديدة برئاسة يوسف غيلاني نحو اعداد مشروع اتفاق سلام مع المسلحين، وذلك بعد اشهر من حملتها العسكرية في المناطق المحاذية لافغانستان لتطهيرها من المسلحين المؤيدين لحركة طالبان.
من جهته أكد مسؤول كبير في الاجهزة الامنية الباكستانية أن هناك تقدما سريعا نحو اتفاق كهذا، لافتا الى وجود مفاوضات غير مباشرة مع حركة طالبان باكستان المتمركز في مناطق القبائل، وعلى الحدود الأفغانية الباكستانية.
وكشف المسؤول الامني ايضا عن فحوى الاتفاق، الذي يدعو الى تخلي الجانبين عن التقاتل، وانسحاب الجيش من بعض المناطق، فيما يتوقف المسلحون عن مهاجمته. وهو ماتجسد على ارض الواقع مبدئيا. وبات هذا واضحا من خلال دعوة الزعيم محسود أتباعه إلى وقف الهجمات على قوات الأمن، لحين جهوزية اتفاق السلام .الامر الذي اعتبره البعض بادرة لبناء الثقة بين حكومة اسلام اباد والمسلحين.
وقال المسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية رحمان مالك: "إذا كان محسود قد أعلن ذلك، فإننا نرحب بهذه الخطوة، كما نرحب بكل خطوة جيدة في هذا السياق".
من جهتها أعلنت الادارة الامريكية، الحليف الاستراتيجي لباكستان في حربها على مايسمى الارهاب، والاتحاد الاوروبي، أنهما لن يقبلا بمفاوضات مع القاعدة ولا مع عناصر من طالبان، يشاركون في مقاتلة قواتهما بأفغانستان عبر الحدود.
كما واصلا الضغط على الحكومة لدفعها لعدم توقيع مثل هذا الإتفاق، بل طالبا الحكومة الباكستانية بمواصلة عملياتها الامنية والعسكرية في المناطق القبلية .
هذه العمليات التي كانت حكومة غيلاني، ومنذ تشكيلها اوائل هذا الشهر، قد تركتها جانبا، واطلقت حينها مفاوضات مع بعض المسلحين في المناطق الحدودية مع افغانستان، املا في تمديد التهدئة النسبية التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات التشريعية. فحكومة غيلاني وكما يرى المراقبون تتجه للمفاوضات في محاولة للخروج عن نهج وسياسات الرئيس برويز مشرف، الذي تراوحت استراتيجيته بين العمل العسكري والاسترضاء.
هذه الإستراتيجية التي تلقى الدعم الكامل من واشنطن والدول الغربية، ولكنها تلقى الرفض المطلق من الباكستانيين الذين رأوا في سياسة مشرف انها لم تفعل سوى التحريض على عنف المتشددين.
ميدانيا
هذا وقد قتل 3 على الأقل وجرح 20 آخرين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة مردان شمال غرب باكستان.
وقالت مصادر أمنية إن السيارةَ انفجرت بالقرب من مركز للشرطة في المدينة، مما أودى بحياة 3 أشخاص، من بينهم شرطي واحد على الأقل، فيما جرح 20 شخصا، جراح بعضهم خطرة.
هذا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
يذكر أن ذلك هو التفجير الأول في باكستان بعد تسلمِ الحكومة الجديدة مهماتها هناك.