كذبة نيسان بين الماضي والحاضر
يقول المثل العربي عن الكذب إنه ملح الرجال، ويحذّر الإيطاليون القدامى من خداع دموع المرأة . وتحمل كذبة نيسان ( أبريل) جذورا تاريخية وهي مناسبة عصرية في آن واحد.
يقول المثل العربي عن الكذب إنه ملح الرجال، ويحذّر الإيطاليون القدامى من خداع دموع المرأة . اما في هذا العصر فقد أصبح الجميع رجالا ونساء ينتظرون الاول من نيسان من كل عام بفارغ الصبر للكذب الطريف المتبادل .
وتنبع حكاية كذبة نيسان من الشرق، وتحديدا من الأساطير البابلية والفرعونية والتي تتناول موضوعات الحب والحياة والموت وغيرها.
تقول الأسطورة أن إحدى ملكات بابل أوصت بأن ينقش على قبرها العبارة التالية "أيها المار من هنا
إذا فتحت قبري في الأول من نيسان ستجد ما يسد حاجتك إلى الأبد..". ولم يجرؤ أحد على اتباع الوصية حتى عهد الملك الفارسي داريوس الأول الذي وصل جيشه إلى بلاد الرافدين، وأمر عند مروره على القبر أن يفتح في الأول من نيسان، ليجد لوحا نحاسيا كتب عليه "أنت شخص طماع أقلقت نومي الأبدي ..طمعا بالمال فطاش سهمك ولن تلقى مني سوى مصير الحمقى".
وبهذا فقد توّج نصر داريوس الذي قهر ملوك بابل الأحياء، بسخرية موتاهم.
إلا أن معظم الباحثين يعيدون منشأ كذبة نيسان إلى فرنسا، وتحديدا في عهد الملك شارل التاسع الذي تسلم سدة الحكم عام 1560.
في ذلك الوقت كان الفرنسيون يحتفلون برأس السنة في الأول من نيسان إلا أن شارل التاسع أمر بتغير التقويم السنوي، ليبدأ في الأول من كانون الثاني، وجعل جنوده وأتباعه يعاقبون كل من يحتفل برأس السنة وفقا للتقويم القديم بإرسال هدايا لهم تحوي حلوى ممزوجة بالملح والخل.
وعرفت كذبة أبريل في روسيا على يد بطرس الأكبر الذي قام باشعال نار في إحدى قبب قصره بعد أن كان طلاها بالشمع فظن الناس بأن موسكو تحترق فما كان من بطرس الأكبر إلا أن بعث بأفراد جيشه لتهدئة روع الفارين قائلين لهم كل كذبة وأنتم بخير ..إنه الأول من نيسان.
وفي العصر الحديث بات العالم لا يفوت عليه مرح الكذب في الأول من إبريل حتى أن أعرق الصحف العالمية ومحطات التلفزه تورد في هذا اليوم خبراً كاذبا. ً
ينقسم الناس بين مؤيدين ومعارضين لكذبة نيسان ..المعارضون يرون أن تخصيص يوم للكذب أمر يتيح للبعض استغلاله بصورة مؤذية ..أما المؤيدون للفكرة يرون في الأول من نيسان تراثاً إنسانيا ً عالمياً تحاكي فيه شعوب العالم مرح فصل الربيع وألوانه.