تعهدت شركة "النفط والغاز" الأوكرانية بأن تحول حوالي 500 مليون دولار من ديونِ الغاز المترتبةِ عليها لصالحِ شركةِ "غازبروم" الروسية في 27 فبراير/شباط الجاري.
وكانت الشركة الروسية قد هددت بتقليص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا بنسبة 25% صباح الثالث من آذار مارس المقبل.
وأعلن يوري برودون وزير النفط والطاقة الأوكراني بعد لقاء في كييف اليوم جمع الرئيس فكتور يوشينكو ورئيسة وزرائه يوليا تيموشينكا لبحث تهديدات "غازبروم" الأخيرة أن الشركة الأوكرانية ستحول اليوم لحساب "غازبروم" نصف مليار دولار من اصل ديون الغاز .
وجاء هذا التصريح بعد أن أعلن سيرغي كوبريانوف الناطق الرسمي باسم شركة "غازبروم" أمس أن الشركة ستقلص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا بـنسبة 25 % صباح الثالث من آذار مارس المقبل، إذا لم يتم تسديد ديون كييف المتراكمة عن امدادات الغاز. وأكد على أن هذا الإجراء لن يؤثر على توريدات الغاز إلى أوروبا.
وتضطر شركة "غازبروم" مجددا بسبب مشاكل أوكرانيا الداخلية إلى التهديد بتقليص إمدادات الغاز إلى هذه الدولة التي يتكرر تقصيرها في تسديد إلتزاماتها لقاء الغاز.
ويرى الخبراء أن هذا الوضع يمثل عامل توتر لعلاقات أوكرانيا ليس مع روسيا فحسب، بل ومع الإتحاد الأوروبي أيضاً الذي يحصل على الغاز عبر الأراضي الأوكرانية.
وكانت شركة "غازبروم" تنوي تقليص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري بسبب عدم تسديد كييف الديون المستحقة عليها، لكن سويت هذه القضية في اثناء لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وفكتور يوشينكو في موسكو ، ووافقت أوكرانيا على تسديد مديونيتها، إلا أن "غازبروم" لم تحصل حتى الآن سوى على ما يقارب 300 مليون دولار من أصل الدين البالغ زهاء مليار ونصف المليار دولار.
وقال سيرغي كوبريانوف " لا يمكن أن يستمر الوضع الراهن الذي تقوم فيه أوكرانيا بإستهلاك الغاز الروسي دون تسديد قيمته، ولهذا ومن أجل حماية مصالحنا التجارية، وفي حال عدم توقيع الجانب الأوكراني على كافة الوثائق المتعلقة بتسديد الديون، فإن إمدادات الغاز إلى المستهلكين الأوكرانيين سيتم تقليصها بنسبة 25% إعتباراً من الساعة العاشرة من صباح الثالث من مارس آذار المقبل."
ويشير المراقبون في موسكو الى ان ما يجري في كييف يؤكد مجدداً على أن مسألة الغاز باتت مادة أساسية في لعبة شد الحبل بين النخب الأوكرانية. وتضطر شركة "غازبروم" لاتخاذ ما تراه مناسباً لاسترداد مستحقاتها عن كميات الغاز التي بلغت اليوم حسب قول كوبريانوف مليار وتسعمئة مليون متر مكعب من الغاز.