الثلج والسلاح التركي يجتاحان شمال العراق

أعلن المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني مقتل اثنين وعشرين جنديا تركيا في اشتباكات في شمال العراق. وكان الجيش ألتركي اعلن في وقت سابق مقتل 5 من جنوده فقط وعشرات المسلحين من حزب العمال الكردستاني خلال العملية العسكرية المستمرة في اقليم كردستان العراق.
وسبق للجيش التركي أن أعلن إن 5 من جنوده وعشرات االمسلحين من حزب العمال الكردستاني قُتلوا خلال مواجهات العملية العسكرية الدائرة في شمالي العراق حاليا. ويشهد شمال العراق اجواء عاصفة إثر عبور 10 الاف جندي تركي الحدود الشمالية للعراق، في هجوم بري يتوقع العسكريون الاتراك ان يكون الاكبر منذ 10 سنوات، ويأتي هذا التوغل بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظيره التركي رجب طيب اردوغان إلى احترام سيادة العراق على أراضيه في المناطق الحدودية.

وبدأ 10 الاف جندي تركي عملية برية مدعومة جوا لمطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني.
ورغم محاولات مسؤولين عراقيين كثيرين  التهوين من العملية بقولهم ان بضع مئات من الجنود الأتراك يشاركون فيها الا ان وزير خارجية العراق هوشيار زيباري استدعى القائم باعمال السفارة التركية للاحتجاج رسميا على هذا التوغل.

ووصف الجيش الأمريكي العملية بأنها "محدودة" وهو ما أكدته انقرة وسط حديث عن استمرارها حتى تحقيق اهدافها بالقضاء على مسلحي حزب العمال الكردستاني، فيما المحت بغداد الى ان هذه العملية تحول دون اقامة علاقات طيبة بين البلدين مستبعدة في الوقت ذاته اتساع المواجهة.
فيما خلفت العملية في ساعاتها الاولى عشرات القتلى والجرحى في صفوف  الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني الى جانب تدمير عدة جسور في المنطقة الحدودية.
من جهة اخرى  اثار هذا التوغل ردة فعل غاضبة في الشارع العراقي، حيث اعتبر مواطنون عراقيون ما تقوم به تركيا احتلالا ودعوا الولايات المتحدة للرد على ما اعتبروه "ارهابا تركيا".
وجاءت العملية البرية التي  ينفذها الجيش التركي داخل الاراضي العراقية في توقيت ربما استبعده كثيرون من مقاتلي حزب العمال الكردستاني معتمدين في توقعاتهم على سوء الاحوال الجوية التي عكست سوء الاوضاع على الحدود في شتاء شمالي يراوح بين برودة الثلوج وحرارة السلاح.

في تطور اخر هدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني في بيان  اليوم تركيا بمقاومة واسعة النطاق في حال قيام الجنود الاتراك باستهداف المدنيين الاكراد اثناء الحملة البرية التي تستهدف  مقاتلي  حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

ردود الافعال
وفي اطار ردود الفعل الدولية على العملية التركية شمال العراق اكدت وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدث باسمها ميخائيل كامنيين على ضرورة التزام جميع الاطراف بضبط النفس لعدم تازيم الامور.
فيما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تركيا على احترام حدودها مع العراق، كما دعا مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى وقف عمليات التسلل من العراق.
ومن جهتها عبرت واشنطن عن عدم ارتياحها للخطوة العسكرية التركية، بينما دعا الاتحاد الأوروبي حكومة أنقرة إلى وقف التوغل العسكري شمال العراق، معتبرا أن ما يجري لا يناسب الوضع في المنطقة.
هذا وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن لندن ترى ضرورة انسحاب القوات التركية من العراق في أسرع وقت ممكن.