وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني ديفيد ميليباند اليوم الخميس، في زيارة مفاجئة، إلى العاصمة الأفغانية كابول حيث التقيا الرئيس حامد قرضاي. وتأتي هذه الزيارة في وقت تعقد فيه بالعاصمة الليتوانية فيلنوس جلسة وزراء الدفاع لدول حلف الناتو الذين سيناقشون إمكانية أرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
ويزداد الحديث حول مصير العمليات التي تقوم بها قوّات الحلف هناك، مع إشتداد التباين في مواقف دول الناتو حول إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، وبالترافق مع قلق بالغ داخل الناتو من فشل مهمته في أفغانستان.
من جهتها لم تخفِ الولايات المتحدة التي تقود الحرب في افغانستان عبر تصريحات مسؤوليها عن عدم رضاها مما تراه تقاعساً من قبل حلفائها بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى افغانستان ونشرها في المناطق الاكثر توتراً في البلاد. وكانت الرسالة ذات اللهجة الشديدة التي وجهها وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إلى نظيره الالماني والتي طالب فيها بإرسال قوّات المانية إضافية إلى المناطق الجنوبية في افغانستان.
في حين ردّت ألمانيا على لسان وزير دفاعها برفضها القاطع لنشر قواتها خارج المناطق التي تتواجد فيها حالياً.
ويذكر ان القوات الالمانية في افغانستان والمؤلفة من 3500 جندي تنتشر في المناطق الشمالية وفي العاصمة كابول، وهي مناطق تعتبر أكثر أمناً بالمقارنة مع تلك الجنوبية، حيث الإشتباكات الأكثر حدة بين الناتو وطالبان.
وقد وصلت عدوى الإستياء من هذا الواقع إلى الحكومة الكندية إلتى هددت بسحب قواتها من أفغانستان ما لم يعزز الحلف قوّاته في مناطق أفغانستان الجنوبية.
وتتحمل كندا إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا عبء مقاتلة حركة طالبان في تلك المناطق.
على صعيد متصل ألقى إتساع حالة التردد والتهديد بسحب القوّات بظلاله على زيارة وزيرة رايس إلى لندن حيث إعترفت ضمناً في تصريحاتها بوجود تباينات في مواقف دول التحالف حول الاحتياجات في أفغانستان.
وسيكون موضوع العمليات الميدانية في أفغانستان على جدول أعمال جلسة وزراء دفاع دول حلف الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنوس اليوم . وثمة إجماع من قبل المراقبين العسكريين على أن وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس سيمارس ضغوطاً كبيرة على دول التحالف للتتماشى مع رؤية واشنطن لآلية عمل قوّات التحالف في افغانستان.