مباشر

مشروع "السيل الجنوبي" يعزز مواقف صربيا

تابعوا RT على
عقد الرئيسان فلاديمير بوتين ونظيره الصربي بوريس تاديش اليوم الجمعة في موسكو قمة تناولت عددا من القضايا، كان من ابرزها التعاون الاقتصادي بين البلدين، تم خلالها توقيع عدد من الإتفاقيات، بالإضافة الى قضية كوسوفو. هذا ومن المقرر ان يزور رئيس الحزب الراديكالي الصربي توميسلاف نيكوليتش روسيا في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

عقد الرئيسان فلاديمير بوتين ونظيره الصربي بوريس تاديش اليوم الجمعة في موسكو قمة تناولت عددا من القضايا، كان من ابرزها التعاون الاقتصادي بين البلدين، تم خلالها توقيع عدد من الإتفاقيات، بالإضافة الى قضية كوسوفو. هذا ومن المقرر ان يزور رئيس الحزب الراديكالي الصربي توميسلاف نيكوليتش روسيا في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

وأشاد الرئيس بوتين خلال القمة بتطور العلاقات الثنائية بين روسيا وصربيا في المجالين السياسي والاقتصادي.
وقال بوتين: "الحديث يجري في الواقع عن اقامة علاقات استراتيجية في مجال الطاقة بين بلدينا، وبتوقيع هذه الإتفاقيات، تصبح صربيا احدى الحلقات المهمة في شبكة نقل الوقود الروسي الى جنوب اوربا، والتي ستعزز توفير الطاقة لصربيا والقارة الأوربية باكملها".
واضاف الرئيس الروسي إن هذه الاتفاقية ستوفر مزيدا من الطاقة لصربيا والدول الاوروبية.

وقد جرت بين الرئيس فلاديمير بوتين ومرشح الرئاسة الصربي بوريس تاديش اتفاقية حكومية مشتركة بين روسيا وصربيا في مجال النفط والغاز لمدة 30 عاما مع السماح بتمديدها كل 5 سنوات.
وسوف تحوز شركة "غازبروم نفت" الروسية بموجب الاتفاقية المبرمة على حصة مسيطرة

في شركة الصناعات النفطية الصربية "إن آي إس" تبلغ 51% من أسهمها، على أن تستثمر حوالي نصف مليار يورو في تطوير الشركة حتى عام 2012. ووفقا للبرتوكول الموقع ستبرم "غازبروم نفت" مع الشركة الصربية حتى نهاية العام الجاري اتفاقية نهائية لشراء الحصة المقررة التي يقدرها الخبراء الصرب بنحو مليار يورو.
 ووقع الجانبان ايضا اتفاقية لمد 400 كليو متر من خط أنابيب غاز"السيل الجنوبي" داخل الأراضي الصربية، وبناء مستودع  "باناتسكي دفور" لتخزين ما يقرب من 300 مليون متر مترمكعب من الغاز تحت الأرض في صربيا.

الأهمية الإستراتيجية لمشروع "السيل الجنوبي"

وتحول اتفاقية التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وصربيا أو مايعرف بمشروع "السيل الجنوبي" صربيا لدولة ذات تأثير في مجال امن الطاقة الأوروبي، وبالتالي تعزز من ثقلها السياسي.
ويعرف "السيل الجنوبي" بكونه اتفاقية للتعاون بين روسيا وصربيا في مجال الغاز والنفط ، تتضمن مد أنابيب الغاز في أعماق البحر الأسود من الساحل الروسي حتى البلغاري، عابرا الأراضي الصربية.
وقد اكتسب هذا المشروع اهميته، ذلك انه يجئ  في المكان والزمان المناسبين، إذ قلما تتوافر شروط كهذه لنجاح مشروع يبدو في الظاهر اقتصاديا بحتا.
فمن الناحية الإستراتيجية، ستصبح صربيا  بعد تنفيذ المشروع واحدة من مراكز العبور الرئيسية ضمن منظومة توريد الطاقة الروسية إلى اوروبا الجنوبية.
كما انه ينقل صربيا في الوقت ذاته من دولة تعاني من مشاكل اقتصادية، اثرت بلا شك على قرارها  السياسي وتفعيل دورها الدولي، إلى صمام يعزز أمن الطاقة ليس لصربيا وحسب بل وللدول الأوروبية إجمالا.
ولا يخفى على أحد دلالة ان تكون صربيا عاملا مؤثرا  في مجال الطاقة على نطاق المنطقة في  الوقت الراهن.
اما من حيث الزمان فان صربيا تقف، ولمرة أخرى، على مفترق؛ بين ان تختار المحافظة على سيادتها ووحدة أراضيها، أو ان تخضع لمشيئة التجزئة، التي تحاول الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية فرضها عليها، باقتطاع كوسوفو من جذورها االتاريخية .
وفي الوقت الذي ضيقت الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية في صربيا من فرصة الخيار الذي أصبح بين الرئيس الحالي باريس تاديتش ورئيس الحزب الراديكالي الصربي، إلا انها أوضحت الرؤية لغالبية الصرب ان الخيار ليس بين حزبين، بل بين منعطفين.
واخيرا فان مشروع "السيل الجنوبي" الذي ستوقعه روسيا مع صربيا ينقل الاخيرة إلى طاولة مفاوضات تغير مفردات الخيار، وقد حدد نيكوليتش خياره وعلى بقية الصرب ان يختاروا.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا