قررت روسيا تعليق العمل بمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا اعتبارا من 12 ديسمبر/ كانون الأول القادم. ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلقي كلمة اليوم الجمعة امام مجلس الاتحاد الروسي يستعرض فيها موقف موسكو من اتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا.
وقال سيرغي لافروف في كلمته: " أن تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الأسلحة التقليدية، لقي تفهما عند بعض الدول، فيما صادقت كل من أوكرانيا وكازاخستان وروسيا البيضاء على الإتفاقية المعدلة، إلا أن مماطلة الأوربيين والولايات المتحدة في التصديق على المعاهدة، ينعكس بشكل سلبي على الأمن في أوربا".
يذكر أن الرئيس بوتين وقع في شهر يوليو / تموز الماضي مرسوما يقضي بتعليق مشاركة روسيا في المعاهدة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا لحين مصادقة دول حلف الناتو على الاتفاقية المعدلة.
فقد وقعت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990 معاهدة خاصة بالأسلحة التقليدية والقوات المسلحة في أوروبا، تعهد فيها حلف وارسو وحلف الناتو على الحد من الأنواع الرئيسية من المعدات العسكرية ومن حجم القوات المسلحة في أوروبا.
وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وحل حلف وارسو ، جرى إدخال تعديلات على الاتفاقية بمبادرة من روسيا،تم التوقيع عليها في اسطنبول عام 1999.
وفيما بعد نفذت روسيا التزاماتها وصادقت على هذه الاتفاقية، في حين لم تصادق الدول الأعضاء في الناتو عليها حتى الآن. بل أدى انضمام دول أوروبية جديدة في الحلف، إلى تجاوز سقف التسلح في القارة، الأمر الذي نتج عنه عدم التزام الأعضاء الجدد بمتطلبات هذه الاتفاقية.
في هذه الأثناء جاءت الخطة الأمريكية لنشر أسلحة تقليدية في بلغاريا ورومانيا لتزيد من خروقات نصوص الاتفاقية. بالإضافة إلى أن سعي الولايات المتحدة لنشر منظومة الدرع الصاروخي في تشيكيا وبولندا زاد من الشكوك حول جدوى هذه الاتفاقية في تحقيق الأمن في أوروبا.
وجاء رد الفعل الروسي بتعليق العمل في هذه الاتفاقية بعد هذه التطورات، مؤكدا قدرة روسيا على الدفاع عن مصالحها، وإصرارها على إعادة التوازن العسكري إلى القارة. وأثبتت روسيا من جديد أن في استطاعتها أن تتخذ القرارات المناسبة للدفاع عن مصالحها وأمنها عند الحاجة.