وأشار كيري في كتاب المذكرات الذي سيصدر الثلاثاء المقبل ونشرت وسائل الإعلام مقتطفات منه أمس السبت، إلى أنه لم ير نتنياهو "مغلوبا على أمره، ويفتقد الحيوية والتبجح الذي يتميز به عادة"، كما رآه حين التقاه بعيد نجاح صواريخ "حماس" في إجبار إسرائيل على إغلاق مجالها الجوي ووقف حركة الطيران من وإلى مطار اللد صيف 2014.
وكتب كيري: "لقد أثّرت في نفسي رؤية نتنياهو لأول مرة تحت الضغط، كان نتنياهو في أكثر لحظاته ضعفا منذ أن تعرفت عليه".
مذكرات كيري تكشف سوء العلاقة بين فريق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ونتنياهو، الذي اعتبر كيري أنه خذل الأمريكيين وعرقل جهودهم لتقدم تسوية النزاع العربي الإسرائيلي.
وكشف كيري أن نتنياهو هو الذي اقترح مشروعا لوقف إطلاق النار خلال حرب 2014 تضمن تنازلات لحماس، مشيرا إلى أن نتنياهو قام بتسريب مسودة المشروع وروّج له على أنه أفكار تقدمت بها حركة "حماس"، "حيث عرضني وكأنني أتبنى أفكار الحركة".
وأضاف: "اتصلت به وقلت له إن الثقة بيننا تحطمت لأنك تعرضني وكأنني أتولى تسويق مواقف حماس".
كيري: رفض نتنياهو خطتنا للتسوية لا علاقة له بهاجس الأمن
وكتب كيري أن رغبة نتنياهو في إجراء لقاء معي على انفراد "كرس لدي انطباعا في البداية بأنه مستعد لتحمل المخاطر لإنجاز التسوية، وهذا ما دفعني لإقناع (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما بالتعامل بجدية أكبر مع الجهود الهادفة للتوصل لتسوية الصراع".
وأضاف كيري أن نتنياهو قال له: "سأحاول التقدم في مسار التسوية، لكن عليكم أن تعرفوا أمرين أساسيين، وهما أن العرب في هذه المنطقة يكذبون كل الوقت، وهذا لا تدركونه أنتم الأميركيون، إلى جانب أنه أقصى ما يمكن أن أوافق عليه قد لا يلبي الحد الأدنى الذي يصر عليه أبو مازن".
وأشار كيري إلى أن تفوهات نتنياهو هذه دللت على أنه يعتقد أن فرص التوصل إلى تسوية سياسية للصراع مستحيلة، مشيرا إلى أنه ظل يشدد على أن التوصل إلى تسوية للصراع يتحقق فقط عندما يستجيب الفلسطينيون لكل مطالبه.
وسلط الكتاب الأضواء على رفض نتنياهو خطة التسوية التي أعدتها الإدارة الأميركية والتي عرضها الجنرال الأمريكي جون ألين على وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون.
وكانت الخطة تنص على انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، ونشر قوات أمريكية على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع السماح للجيش الإسرائيلي بالرد على أي تهديد أمني من الجانب الفلسطيني.
وكتب كيري: "نتنياهو أصر على أن يبقى الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة في الضفة الغربية وأن يكون موضوع انسحاب الجيش قرارا إسرائيليا فقط". وأضاف: "عند ذلك أصبح واضحا لنا جميعا أن نتنياهو غير معني بأي خطة أمنية تتضمن انسحابا عسكريا إسرائيليا. أدركت أن أقوال نتنياهو لا علاقة لها بالأمن. قلت لنتنياهو إن هذه هي أفضل خطة وتم وضعها على أيدي أفضل الخبراء العسكريين، وإذا ما تم رفضها فسيكون ذلك حاجزا أمام استئناف محادثات السلام. نتنياهو يومها نظر إلي بابتسامة وقال انتهت المناقشات اليوم".
المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية