وذكرت الرئاسة التركية، في بيان، أن أردوغان وآل ثاني أجريا محادثات في المجمع الرئاسي بعاصمة تركيا أنقرة، موضحة أنهما "تبادلا الآراء حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية".
وقالت الرئاسة التركية إن "الأمير آل ثاني أعلن خلال المحادثات أن قطر ستخصص لتركيا استثمارات أجنبية مباشرة بمبلغ قدره 15 مليار دولار".
وأكد أردوغان وآل ثاني أثناء اللقاء، حسب البيان، "التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات بين تركيا و قطر في جميع المجالات".
بدورها، أكدت وكالة "قنا" للأنباء القطرية الرسمية أن آل ثاني "وجه بتقديم دولة قطر حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب15 مليار دولار أمريكي دعما للاقتصاد التركي.. خلال الاجتماع مع أخيه أردوغان".
وأضافت الوكالة أن الجانبين بحثا "العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما في مجالي الاقتصاد والاستثمار".
كما جرى خلال الاجتماع، حسب "قنا"، "بحث مجمل القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حيالها"، وشدد الزعيمان "على أهمية حل الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها".
حضر الاجتماع عدد من أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير، وحضره من الجانب التركي عدد من أصحاب السعادة الوزراء.
ووصل أمير قطر إلى أنقرة في وقت سابق من الأربعاء في إطار زيارة عمل للقاء أردوغان وسط مراسم رسمية في المجمع الرئاسي حيث جرت المحادثات وأقام الرئيس التركي مأدبة غداء رسمية لضيفه.
وجاءت هذه الزيارة في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي مشاكل جمة لا سيما بسبب انهيار عملتها الوطنية التي وصلت مؤخرا إلى أدنى مستوى قياسي في تاريخها أمام الدولار الأمريكي حيث بلغ سعره 7.06 ليرات تركية ليتراجع لاحقا إلى حوالي 6.
وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير، حسب متابعين، إلى المخاوف المتعلقة بتأثير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم، فضلا عن الخلاف مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا.
ويوم الجمعة الماضي ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية، بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمة تتعلق بالإرهاب.
وردا على هذه الخطوة، دعا الرئيس التركي مواطني بلاده إلى دعم الليرة، واصفا العقوبات بأنها حرب اقتصادية، وهدد بالتخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة مع دول أخرى.
وعلى خلفية هذه التطورات توقع بعض الخبراء الاقتصاديين أن الرئيس التركي سيلجأ إلى حليفه الأساسي في الوقت الراهن قطر، طالبا منها مساعدة مالية لإنقاذ الليرة.
وتشهد العلاقات التركية القطرية تقاربا ملموسا على مدار الأشهر الأخيرة يجري في ظل توتر داخلي كبير في منطقة الخليج اندلع على خلفية قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو من العام 2017، جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية معها.
وأعرب الرئيس التركي مرارا عن دعمه لقطر بعد هذه التطورات، الأمر الذي تلاه نشر الجيش التركي لمئات من مقاتليه في القاعدة التركية قرب العاصمة القطرية الدوحة.
المصدر: وكالات