وأعرب مبعوث السلام الدولي الثالث إلى اليمن خلال السنوات الـ7 الأخيرة، والذي تولى مهامه في شهر مارس الماضي، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أعرب عن أمله في التوصل إلى تسوية سريعة للنزاع على أساس كل المفاوضات السابقة، مشيرا إلى أن التسوية لن تبني السلام، لكنها ستوقف الحرب، ما سيتيح إيصال المساعدات إلى جميع المواطنين المحتاجين وإطلاق عملية انتقالية لبناء السلام ستستغرق "بعض الوقت".
وأكد غريفيث أنه على دراية بوجود كثير من الشكوك في التزام جماعة "أنصار الله" الحوثية بالتفاوض، مضيفا أن المشاورات المزمع انطلاقها بجنيف في 6 سبتمبر المقبل ستكشف مدى تمسك الحوثيين الحقيقي بالحوار.
وقال: "بشكل أساسي، نحاول أن نتوصّل إلى أن تتفق حكومة اليمن (المعترف بها دوليا) و"أنصار الله" على القضايا الضرورية لوقف الحرب والاتفاق على حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع.. سيتطلب ذلك اتفاقا موقعا من قبل الجميع يتضمن أولا إطلاق عملية انتقالية سياسية مع حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف، وفقا للقرار 2216، وثانيا سيتطلّب وضع ترتيبات أمنية لانسحاب جميع المجموعات المسلحة من اليمن ونزع سلاحها، بطريقة تضمن امتثالها للوعود التي قطعتها".
وشدد المبعوث الأممي على أهمية دور تسلسل الترتيبات الأمنية في تسوية النزاع، مؤكدا أن المناقشات المكثفة بهذا الخصوص جارية في الكويت.
وأوضح الدبلوماسي الأممي أن التسوية تتطلب العودة إلى حالة الحق الحصري للدولة في استخدام القوة العسكرية، ولذلك ينبغي تفكيك جميع المجموعات المسلحة، مضيفا: "اعتقد أن كلا الطرفين على يقين بذلك".
وأشار إلى أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن، مع إشراك جميع القوى، بما فيها حزب "المؤتمر الوطني العام" والجنوبيون، وكذلك مع إشراك المرأة.
وأما بخصوص دور السعودية في النزاع، فأقر المبعوث الأممي بأن لدى المملكة مصالح مشروعة في حماية استقرار حدودها الجنوبية، وتابع في المقابل: "يجب ألا يلعب أي بلد آخر دورا في تحديد مستقبل اليمن. وهذا أمر يقرره اليمنيون، ولا بد من القول إن جميع الذين قابلتهم، بمن فيهم في المملكة العربية السعودية، أكدوا ثباتهم على هذا المبدأ".
ولفت إلى أن مشاورات جنيف المقبلة ليست مفاوضات رسمية، موضحا أن الحديث يدور عن "مشاورات تؤدي إلى مفاوضات".
كما أعرب غريفيث عن خيبة أمله حيال استخدام البعض وسائل الإعلام لإطلاق "تصريحات استقطابية"، مشددا على أنه "وسيط وليس مفاوضا، ولن يأتي السلام إلا من اليمنيين أنفسهم".
وتابع: "من الأهمية بمكان أن يتم الاتفاق على استخدام وسائل الإعلام كطريقة لبناء التحالفات، بدلا من إدانة الأعداء، هذا أمر سيئ للغاية"
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط