وقالت الوكالة إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على النشطاء والأهالي، الذي شكلوا سلسلة بشرية بأجسادهم، لمنع الجرافات والآليات من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وذكرت "وفا" أن صحفيين ونشطاء في حركة "فتح" الفلسطينية من بين المصابين، إضافة إلى اعتقال 8 من كوادر الحركة على يد قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين.
وكانت جرافات الاحتلال باشرت، منذ فجر اليوم الأربعاء، بشق طريق يوصل ما بين الشارع الرئيسي ومنطقة الخان الأحمر، وأزالت الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، لتمهد الطريق لوصول الآليات الثقيلة ومعدات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها.
يذكر أن سكان الخان الأحمر ينحدرون من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في العام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويفتقر الخان للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، بفعل سياسات المنع التي يفرضها الاحتلال على المواطنين هناك بهدف تهجيرهم.
ويحيط بهذه المنطقة البدوية عدد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث تقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يهدف للاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.
وفي صباح اليوم أيضا، هدمت جرافات الجيش الإسرائيلي منزلين في تجمع أبو النوار البدوي شرق القدس، بحجة البناء من دون ترخيص. وداهمت آليات عسكرية إسرائيلية التجمع وشرعت بعملية الهدم، التي طالت منزلين وحظائر لتربية الأغنام.
ويسكن في التجمع نحو 700 فلسطيني في بيوت من الصفيح، ويكسبون قوت يومهم من تربية الأغنام.
ونقلت "وفا" عن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، قوله إن المسكنين يقعان في مكانين مختلفين من التجمع، وترافق هدمهما مع حشود وتجهيزات كبيرة لقوات الجيش الإسرائيلي، استعدادا لهدم تجمع الخان الأحمر.
الحكومة الفلسطينية: الاحتلال يستمر بتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة
وأدانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية استهداف السلطات الإسرائيلية لتجمعي أبو النوار والخان الأحمر، واصفة إياه باسمرار "تنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها إسرائيل منذ عام النكبة الأسود".
ونقلت "وفا" عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، قوله إن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية ضد هذين التجمعين "يضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق أرضنا وشعبنا، ويضاف أيضا إلى سلسلة اعتداءات الاحتلال على القانون الدولي، والذي يحظر على السلطة القائمة بالاحتلال هدم ممتلكات المواطنين وتهجيرهم والاعتداء على ممتلكاتهم سواء بالمصادرة أو بالتخريب والتدمير".
وطالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل لمنع الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على الشعب الفلسطيني وأرضه.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية صادقت، في مايو الماضي، على هدم قرية بدوية في تجمع الخان الأحمر بحجة أن بناءها جرى بطريقة غير قانونية.
ومنذ عام 1948، يسكن فلسطينيون في القدس، بعد أن هجرتهم السلطات الإسرائيلية من صحراء النقب.
ويحيط بتجمع "أبو النوار" ثلاث مستوطنات إسرائيلية هي "معالية أدوميم"، و"كيدار"، و"كيدار الجديدة".
وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى ترحيل السكان من تجمع "أبو النوار"، وتجمعات بدوية أخرى شرقي القدس، من أجل إقامة مشروع استيطاني.
المصدر: وفا + إنترفاكس