مباشر

الجيش العراقي وشياطينه.. كيف التقى ضباط صدام السابقون في جبهات الحرب مع "داعش"؟

تابعوا RT على
خلصت وكالة "فرانس برس" إلى أن كلا الطرفين في الصراع بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" كانا يعولان على ضباط من عهد الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين.

ونقلت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم عن جنرال عراقي متقاعد يدعى "خلف" تأكيده أن مسلحي "داعش" الذين استولوا في عام 2014 على مساحات واسعة في العراق كانوا على دراية جيدة بتكتيكات الجيش العراقي، موضحة أن الإرهابيين كانوا يستخدمون الأساليب التي تعود إلى القوات المسلحة في عهد صدام حسين، وخاصة فيما يتعلق بحفر الأنفاق وإنشاء خطوط دفاعية.

وأشارت الوكالة إلى أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أحدث انشقاقا في صفوف الجيش والشرطة في البلاد، مضيفة أن القرار المثير للجدل الذي اتخذه بول بريمر، رئيس الإدارة الأمريكية في العراق بعد إسقاط صدام حسين، بخصوص حل الجيش وجميع قوات الأمن العراقية، أسفر لاحقا عن انضمام العديد من الضباط السابقين العاطلين عن العمل إلى صفوف مسلحي "داعش".

وذكرت الوكالة أن كثيرين من الضباط السابقين في القوات العراقية كانوا بين مهندسي "الخلافة الإسلامية"، وتجربتهم المهنية هي ما أتاح للتنظيم الإرهابي اجتياح العراق وسوريا والسيطرة على مساحات واسعة فيهما، بما في ذلك ثاني أكبر مدن العراق الموصل، على مدى عدة سنوات.

وأوضحت الوكالة أن الضابط السابق في الحرس الجمهوري العراقي في عهد صدام ، فاضل أحمد الحيالي، تولى منصب نائب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، حتى تصفيته بغارة جوية في أكتوبر 2015 قرب الموصل، وهو كان مسؤولا في التنظيم عن إمدادات الأسلحة والمتفجرات والمركبات ونقل المسلحين بين سوريا والعراق.

وبين الضباط العراقيين السابقين الآخرين في "داعش" كان سمير عبد محمد الخليفاوي الذي وصفته مجلة "دير شبيغل" بأهم المسؤولين الاستراتيجيين في التنظيم، مؤكدة أن هذا الضابط الاستخباراتي السابق في سلاح الجو المعروف في التنظيم تحت اسم "حجي بكر" هو من طرح خطة لتدخل "داعش" في سوريا، حيث قتل في حلب عام 2014 بأيدي مسلحي المعارضة.

ونقلت الوكالة عن الخبير في شؤون الحركات المتشددة هشام الهاشمي قوله إن هذه ليست أمثلة معزولة، مشددا على أن العسكريين المحترفين السابقين كانوا يتولون المناصب القيادية الرئيسية في "داعش".

في المقابل، أشارت "فرانس برس" إلى أن القوات العراقية الحكومية، في تقدمها المضاد بغية استعادة أراضي البلاد من قبضة الإرهابيين، كانت تعول أيضا على الضباط السابقين  من عهد صدام حسين، حيث ذكر الهاشمي أن العسكريين السابقين الذين تمت إعادة إدماجهم في القوات المسلحة العراقية بعد عام 2014 تولوا أهم المناصب في هذه القوات أيضا، بما في ذلك قيادة وحدات النخبة في قوات مكافحة الإرهاب.

وأكد التقرير أن معرفة الضباط في صفوف القوات الحكومية لتكتيكات زملائهم السابقين المتعاونين مع "داعش" هي ما أتاح للجيش العراقي دحر التنظيم الإرهابي عسكريا واستعادة السيطرة على معظم أراضي البلاد.

المصدر: أ ف ب

نادر عبد الرؤوف

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا