وقال الدبلوماسي إن ما صرح به الوزير مساهل كان "مجرد تعليق" على تساؤلات طرحها رجال أعمال جزائريون"، مشيرا إلى أن الجزائر لن تتجه إلى التصعيد لأنها تعلم الخلفيات التي تحرك الجانب المغربي.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الوزير أراد وضع رجال الأعمال الجزائريين في الصورة ودفعهم للتخلي عن خطاب جلد الذات الذي يمارسونه بخصوص الجزائر ومقارنتها في كل مرة بالمغرب، دون أن تكون لهم الحقائق الكافية حول الأساليب التي يستعملها الرباط والضرر الذي يتسبب به للعديد من الدول الإفريقية تحت مسمى الاستثمار.
واستغرب المصدر "ركوب المغرب" لمثل هذه التصريحات "من أجل تحقيق مكاسب وهمية"، في حين أن الوزير مساهل عند النظر في كلامه لم يقل سوى الحقيقة التي يعلمها الجميع وتؤكدها التقارير الدولية الرسمية، بحسب ما جاء على لسانه.
وأشار إلى التقرير الصادر عن الأمم المتحدة الذي يضع المغرب في صدارة منتجي الحشيش في العالم، بالإضافة إلى تقرير كتابة الدولة الأمريكية للخارجية الذي ذكر أن المخدرات تعادل 23 بالمائة من الناتج الوطني العام للمغرب.
وتساءل الدبلوماسي عن مصدر الأموال التي يمكن للمغرب استثمارها خارج حدوده، وهو يعاني من أزمة خانقة تتجسد في الفقر المدقع الذي يعاني منه الشعب المغربي.
واعتبر أن أي مقارنة بين البلدين فيها إجحاف كبير للجزائر التي تعرف تطورا اجتماعيا واقتصاديا لا يمكن أبدا تشبيهه بالمغرب، بحسب ما نقلته صحيفة "الخبر" الجزائرية.
وبين الدبلوماسي الجزائري أن هجوم المغرب على الجزائر، محاولة لتدارك الهزائم الدبلوماسية الكبيرة التي تلقاها في الفترة الأخيرة سواء في الأمم المتحدة التي حاول فيها ممثل المغرب توريط الجزائر في ملف حقوق الإنسان ومني بهزيمة نكراء، أو في الاتحاد الإفريقي الذي أقر حضور الجمهورية الصحراوية في القمة التي ستعقد بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في كوت ديفوار، ما تسبب في فشل دبلوماسي ذريع بالنسبة للرباط.
وبخصوص رد الفعل المنتظر للجزائر، ذكر الدبلوماسي أن "الجزائر لن تتجه إلى أي نوع من التصعيد مع المغرب ولا ترى أي داع لاستدعاء القائم بأعمالها في المغرب للتشاور"، وقال إن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما ترفض الدخول في الاستراتيجية المغربية التي تريد جرها إلى معارك هامشية، وهي لا ترى أي جدوى من ذلك.
واعتبر المصدر أن بيان الخارجية المغربية الذي وظف، حسبه، عبارات "مشينة" "وساقطة" في حق الجزائر، هو إدانة لأصحابه، وهو دليل على أن كلام وزير الخارجية الجزائري أصابهم بالرعب، لأنه ذكر الحقائق كما هي.
وذكر أن المسؤولين المغاربة الذين يحاولون تهويل تصريحات الوزير مساهل، هم منخرطون بشكل شبه يومي في حملات سب وشتم ضد الدولة الجزائرية ومؤسساتها خاصة رئاسة الجمهورية، بينما ترفض الخارجية الجزائرية الرد أو النزول إلى هذا المستوى، بحسب قوله.
المصدر: صحيفة الخبر الجزائرية
ياسين بوتيتي