وذكر تقرير نشرته صحيفة "سبق" الإلكترونية استنادا لمقالة للمستشرق الروسي فيتالي ناؤومكين ترجمناها في RT عام 2016 أن الملك عبد العزيز أرسل قبل 85 عاما في الثامن عشر من مايو عام 1932 نجله "فيصل"، وكان حينها رئيسا لدائرة الشؤون الخارجية إلى الاتحاد السوفيتي بهدف توثيق العلاقات معه.
وبدأت رحلة الأمير فيصل بن عبد العزيز من "أمستردام إلى برلين ثم بولندا حتى وصل موسكو في 29 مايو، وتزيّنت شوارع العاصمة الروسية لأول مرة برايات كُتب عليها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وعلى الرصيف رُفعت لافتات باللغة العربية كُتب عليها أهلا وسهلا".
وأشار التقرير إلى أن برنامج الزيارة كان "يشمل الاطلاع الواسع على مختلف نواحي حياة الدولة الروسية، وأبدى الأمير فيصل اهتماماً جماً بحالة القوات المسلحة السوفيتية، وزار المقر المركزي للجيش الأحمر، وتمتع الضيوف بزيارة ميدان سباق الخيل في موسكو، وفي المساء شاهد الوفد باليه (دون كيشوت) على خشبة مسرح بولشوي".
وسجّلت الصحيفة أن الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن عبد العزيز زار حينها "الأكاديمية الجوية الحربية وتعرَّف الضيوف السعوديون باهتمام على مختبرات الأكاديمية، ثم ذهبوا إلى المطار؛ حيث شاهدوا تحليقات استعراضية، واطلع الأمير فيصل؛ على الصناعة الروسية التي كانت تشهد تطوراً متسارعاً للغاية، وقام الوفد في اليوم نفسه بزيارة مصنع السيارات المسمّى باسم ستالين".
ونوه التقرير بأن تلك الزيارة، كانت أول زيارة رسمية لمسؤول عربي، وقد زار الوفد السعودي خلالها مدينتي لينينغراد" و"أوديسا".
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية تعد "أول دولة عربية أقامت موسكو معها علاقات دبلوماسية، ففي جدة كانت تقوم بمهامها الوكالة الروسية والقنصلية العامة التي تغيّرت تسميتها في الأول من يناير سنة 1930 فأصبحت مفوضية؛ حيث لم تكن في موسكو بعثة دبلوماسية دائمة للمملكة، فقد جرت مباحثات بين موسكو والرياض في العشرينات بشأن إيفاد بعثة مؤقتة إلى روسيا، وجرى الحديث عن إرسال وفد دبلوماسي برئاسة الأمير فيصل آنذاك، غير أن الزيارة تأجلت في سنة 1927".
محمد الطاهر
مقالة للمستشرق الروسي فيتالي ناؤومكين