وقال بن مبارك في هذا السياق ملمحا إلى السعودية :"بعض الدول إنفاقها الدفاعي يكاد يساوي إنفاق دول نووية كبرى مصنّعة للسلاح كروسيا، ومع ذلك فهي غير قادرة على التعامل بمفردها مع بعض الحالات التي تهدد أمنها، وتضطر إلى الاستعانة بحلفاء، وهذا أمر طبيعي، لكنّهم يريدون منا في المقابل أن نقطع علاقاتنا الدفاعية مع تركيا، وهذا أمر غير منطقي بطبيعة الحال".
ونفى الدبلوماسي القطري وجود أي مبرر للتخوف من "العلاقات الدفاعية مع تركيا"، أو إثارة زوبعة بشأنها، مضيفا "وليس هناك لأحد الحق في أن يتدخل بها أو أن يعلّق عليها، سواء تسارعت أو تباطأت أو كبرت أو صغرت".
ورأى السفير القطري في أنقرة أن المواقف الأمريكية الأخيرة من الأزمة الخليجية "متطابقة تماما مع موقفنا الرسمي، ومواقف عدد كبير من دول العالم كألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وروسيا وتركيا وباكستان وغيرها من الدول".
وشدد بن مبارك على متانة العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها علاقات "قادرة على الصمود في وجه التحديات"، وهي غير قابلة للتخريب، مضيفا "لدينا شراكة راسخة في عدد من المجالات أهمّها في مجال مكافحة الإرهاب، وأعرب كبار المسؤولين في هذه الإدارة عن تقديرهم للعلاقة الاستراتيجية مع قطر، بما في ذلك دعمنا للتحالف الدولي ضد داعش، من خلال قاعدة العُديد، التي نحتضنها، وهي أكبر قاعدة أمريكية لمكافحة الإرهاب في المنطقة برمتها".
وبشأن قاعدة "العديد" الأمريكية، قال الدبلوماسي القطري أيضا :"علينا أن لا ننسى أننا احتضنا هذه القاعدة عندما فضل آخرون التخلي عنها وطلبوا من القوات الأمريكية المغادرة، وهذا يدل على أنّنا شريك يحظى بالمصداقية المطلوبة وبالاستقرار المطلوب داخليا، وكذلك في عملية صنع القرار، على عكس الدول الأخرى".
وعد بن مبارك مطالب الدول المقاطعة بأنها "متضاربة ومتناقضة، تارة حول مزاعم تتعلق بدعم الإرهاب، وطورا حول ما يقولون أنه تراكم لخلافات تعود إلى 20 عاما إلى الوراء"، مضيفا "يدّعون أن الأمر يتعلق بالأمن القومي، وعندما تراجع ما يسمى قائمة المطالب تجد أمورا تتعلق بإغلاق موقع إلكتروني هنا أو موقع إخباري هناك. يقولون أنّ المستهدف هو إيران ومليشياتها ثم يطالبون بقطع علاقتنا الدفاعية مع تركيا. يقولون إنّ التراكمات تعود إلى 20 سنة ثم يدرجون أمورا وُجدت خلال الأزمة في أقل من 20 يوما".
ووصف السفير القطري في تركيا سلوك خصوم بلاده بأنه غير ناضج، وعبّر عن قناعته بأن "لهدف هو إخضاع قطر من خلال الحصار، وفرض الوصاية عليها من خلال لائحة المطالب".
المصدر: الأناضول
محمد الطاهر