وبدأ كوشنر جولته هذه من اللقاء مع نتنياهو في القدس، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبعوث الأمريكي: "هذه فرصة لتحقيق أهدافنا المشتركة في ضمان الأمن والازدهار والسلام... أعلم بأمر جهودك وجهود الرئيس، واتطلع للعمل معك لتنفيذ هذه المهمات المشتركة".
ورد كوشنر على نتنياهو قائلا: "الرئيس يرسل أحر التحيات، ويشرفني أن أكون هنا".
وبعد مرور 3 ساعات من بدء لقائه بنتنياهو في القدس، الذي جرى بمشاركة السفير الأمريكي في إسرائيل، دافيد فريدمان، ومبعوث السلام الأمريكي، جيسون غرينبلات، توجه كوشنر إلى رام الله، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني عباس.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، حسب ما نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، إن "اللقاء بحث كافة القضايا بشكل واضح ومعمق، حيث تطرق إلى قضايا الوضع النهائي كافة، كقضية اللاجئين والأسرى".
وأضاف أبو ردينة أن عباس أكد، خلال المحادثات، على مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
وتابع أبو ردينة: "الرئيس جدد التزامه بتحقيق السلام العادل والشامل، القائم على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
بدوره، نقل كوشنر، التزام ترامب، للعمل من أجل الوصول إلى صفقة سلام جادة.
وزار كوشنير، وهو رجل أعمال ذو 36 عاما لا يمتلك خبرة في مجال الدبلوماسية الدولية ومفاوضات السلام، المنطقة ساعيا لتنفيذ مبادرة من الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن إحياء جهود السلام في الشرق الأوسط.
ويصف مسؤولون أمريكيون الزيارة بأنها جزء من الجهود الرامية لإبقاء النقاش مستمرا فضلا عن إطلاق مرحلة جديدة من عملية السلام، مضيفين أن كوشنير، وكذلك جيسون غرينبلات، الممثل الخاص لترامب في المفاوضات الدولية، سيعودان إلى المنطقة مرارا على الأرجح.
وقال مسؤولون إن غرينبلات وصل إلى إسرائيل، يوم الاثنين الماضي، لإجراء مناقشات تمهيدية في القدس ورام الله وسيظل هناك لعقد محادثات متابعة بعد مغادرة كوشنير.
وكان ترامب قد اعتبر في تصريحات أدلى بها سابقا أن اتفاق السلام، الذي يعمل من أجل أن يتوصل إليه طرفا الصراع، سيكون "نهائيا"، ومحددا هذا الهدف كإحدى أولوياته في السياسة الخارجية منذ أن تولى رئاسة الولايات المتحدة، فيما أكد مرارا دعمه لإسرائيل، متعهدا في هذا السياق نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
وقد استقبل ترامب كلا من نتنياهو وعباس في البيت الأبيض، كما أجرى محادثات معهما خلال زيارته إلى الشرق الأوسط الشهر الماضي.
لكن لم يتضح بعد المنهج الذي سيتبعه ترامب، ومبعوثاه كوشنير وغرينبلات، لحل أحد أصعب الصراعات في العالم.
وكانت الولايات المتحدة، العضو في رباعية الوسطاء الدوليين التي تضم أيضا روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد أصرت على مدى عقدين ماضيين، على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة كشرط لتسوية الصراع في إطار مبدأ "حل الدولتين".
لكن ترامب أعلن، خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض شهر فبراير/شباط إنه لا يعتبر هذا المبدأ سبيلا وحيدا لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلا: "أدرس كلا من حل الدولتين، والحل الذي ينص على وجود دولة واحدة، وسيعجبني الاتفاق الذي ينال رضى الطرفين".
وكان مبدأ حل الدولتين يعتبر على مدى ربع القرن الماضي سبيلا لا بديل له لتحقيق السلام في المنطقة، حيث تمت الموافقة عليه من قبل الطرفين المتنازعين، وشكل أساسا لجميع المبادرات الدبلوماسية في إطار حل القضية الفلسطينية.
بدوره، كان نتنياهو قد منح دعما مشروطا لتحقيق حل الدولتين، لكنه قبل فوزه الانتخابي عام 2015 تعهد بألا ترى الدولة الفلسطينية النور في عهده.
المصدر: رويترز + وكالات
رفعت سليمان