وتعود أحداث الهجوم إلى يوم السبت 13 ديسمبر حيث تعرضت قاعدة لوجستية تابعة لبعثة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لمنطقة أبيي "يونيسفا" في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، لهجوم بطائرات مسيرة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 6 جنود من قوات حفظ السلام وإصابة 8 آخرين، وجميعهم من الكتيبة البنغلاديشية المشاركة في البعثة.
وأطلقت الطائرات المسيرة عدة صواريخ أدت إلى احتراق مخزن وقود ومنشآت أخرى داخل القاعدة، مما أثار مخاوف من تصعيد خطير يطال البعثات الدولية في السودان.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن استهداف قوات الأمم المتحدة يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني ويعد جريمة جديدة من جرائم الحرب، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات.
وأشار أبو الغيط إلى أن تعزيز المساءلة يشكل ركنا أساسيا لحماية قوات حفظ السلام وصون هيبة القانون الدولي، حيث تأسست بعثة يونيسفا عام 2011 بعد انفصال جنوب السودان، لمراقبة المنطقة المتنازع عليها أبيي الغنية بالنفط بين السودان وجنوب السودان، وحماية المدنيين.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية عن خالص تعازي أبو الغيط لحكومة جمهورية بنغلاديش الشعبية ولأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدا تقديره لبعثات الأمم المتحدة العاملة في ظروف بالغة الخطورة.
وجدد دعوة جامعة الدول العربية إلى دعم وتعزيز الجهود الرامية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في السودان انطلاقا من مبادئ الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في إطار عملية شاملة وجامعة ومملوكة للسودانيين.
ويأتي هذا الهجوم في إطار الحرب الأهلية المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص وأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بما في ذلك إعلان مجاعة في مناطق مثل كادوقلي.
وتشهد ولايات كردفان شمال وجنوب وغرب تصعيدا عسكريا مكثفا في الأسابيع الأخيرة، مع استخدام واسع للطائرات المسيرة من الطرفين، حيث تحاصر منطقة كادوقلي منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وانتشار أوبئة مثل الكوليرا.
المصدر: RT